أكد الخبير لدى منظمة الصحة العالمية والمختص في علم الفيروسات وأستاذ في جامعة ليون بفرنسا السيد يحيى مكي على أهمية اللقاح ضد فيروس "ا/اش1ان1" باعتباره الوسيلة الأنجع للحد من الانتشار السريع الذي يعرفه الوباء.وطمأن الخبير الجزائريين بأن اللقاح الذي استوردته الجزائر والمنتج من طرف مجمع "غلاسكو سميث كلاين" الكندي معتمد دوليا وأوصت به منظمة الصحة العالمية وهو الموزع الأول عبر العالم بنسبة 90 بالمائة. وقدم الخبير مكي شروحات يبين فيها أهمية وضرورة التلقيح من هذا الفيروس مؤكدا أنه يضمن حماية ثنائية للشخص حيث يعطيه مناعة عن طريق إفراز مضادات جسمية بالإضافة إلى حماية خاصة لخلايا الرئتين. وأضاف المتحدث أن اللقاح المتوفر بالجزائر والذي يوجد تحت الرقابة بمخبر باستور الجزائر جيد وهو مستعمل في عدة دول كون أن مجمع "غلاسكو سميث كلاين" كان السباق في تسويق لقاحه الذي سارعت منظمة الصحة العالمية إلى اعتماده كلقاح ناجع ضد فيروس ال"ا/اش1ان1." ولم يخف الخبير الجزائري المعتمد لدى المنظمة العالمية للصحة تخوفه من المرحلة المقبلة الممتدة بين شهري فيفري ومارس التي ستعرف الذروة في انتشار الفيروس ما يجعل من عملية التلقيح آمرا حتميا لتوقيف انتشار الفيروس. هذا التلقيح الذي سيضمن بنسبة كبيرة للشخص الملقح حماية في السنوات المقبلة. ووصف الخبير يحي مكي من جهة أخرى وعلى هامش اليوم الإعلامي والتحسيسي الذي نظمته المؤسسة الاستشفائية العمومية لحسن بادي بالحراش أمس بدار الإمام بالعاصمة قرار السلطات الجزائرية المتضمن وضع دواء "التاميفلو" تحت تصرف العيادات الخاصة بالايجابي والجيد خاصة وأن عملية التلقيح لم تنطلق بعد حيث سيسمح هذا الإجراء بالتخفيف عن المستشفيات لاسيما المرجعية منها وهذا بالتكفل بالحالات غير الخطيرة بالعلاج في المنزل من جهة وحماية باقي أفراد عائلة المصاب الذين بإمكانهم هم كذلك الحصول على الدواء. ورغم تأكيده على أهمية الإسراع في العلاج الذي يبقى حاليا الوسيلة الوحيدة لكسر سلسلة العدوى في انتظار إعطاء الضوء الأخضر من معهد باستور للانطلاق في حملة التلقيح يبقى جانب الوقاية الوسيلة الأولى لمواجهة فيروس انفلونزا الخنازير وغيره من الفيروسات وضمان حماية كاملة. وهنا استغرب الخبير خبر الندرة المتداولة هذه الأيام في المواد المطهرة وحيرة الناس عندما لا يحصلون عليه موضحا أن مجرد غسل اليدين بأي صابون حتى وإن كان بغسول الشعر يقضي على الفيروس من اليدين الذي لا تتعدى مدة حياته الخمس دقائق. ودعا المتحدث إلى الابتعاد عن القلق المفرط والهلع لأننا كما قال لسنا في سنة 1918 التي شهدت انتشار نفس الوباء مسجلا آنذاك 20 حالة وفاة لأن حاليا كل الوسائل متوفرة لمواجهة ومكافحة الفيروس. من جهته ألح الدكتور بوحامد من مستشفى فرانس فانون المختص في علم الأوبئة وعضو بالهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث "لافورام" وبشدة على الأولوية القصوى لتلقيح المرأة الحامل التي تعتبر فريسة سهلة لفيروس "ا/اش1ان1" الذي ظهر في الثوب الأكثر قساوة من بين كل أنواع الأنفلونزا واستشهد الدكتور بحالة استقبلتها مصالح مستشفى البليدة مؤخرا وهي سيدة حامل لا تتجاوز ال22 سنة والتي جاءت بأولى الأعراض ارتفاع درجة حرارة وسعال ولم تمر أكثر من 24 ساعة ليلاحظ الأطباء إحدى رئتيها وقد أصبحت بأكملها بيضاء اللون بفعل تخريب الفيروس لها.