طغت مشاهد الطاسيلي على أعمال الفنانة التشكيلية ناريمان، فهي مولعة بهذه المنطقة من الجزائر وقليلا ما تتجاوزها في أعمالها...اختتم منذ أيام برواق "أسمة" برياض الفتح، معرض تشكيلي للفنانة ناريمان، التي تحاول شق طريقها في هذا العالم الفني الجميل لتبرز ما تعلمته من أستاذها عكاشة الذي فجر طاقاتها وحثها على الإبداع والمواصلة. حاولت ناريمان في هذا المعرض الخروج عن المألوف، حيث لم تكتف برسم الطاسيلي بالطرق التشكيلية التقليدية، بل حاولت تجسيد تاريخ الطايسلي وطبيعته وتقاليد مجتمعه منقوشة على الصخور، أي أنها تحاكي القطع الاثرية في أعمالها. تحاول هذه الفنانة الاستعانة بالبحوث والدراسات التاريخية التي تتناول هذه الفترة (قبل 20 ألف عام)، كما تحاول من خلالها اكتشاف تاريخ سكان منطقة الساورة. الملاحظ، هو حرص الفنانة على تغيير مقاسات الأطر التي تحتوي النقوشات الحجرية، فهي تقدم الصغير فالمتوسط فالكبير، وهذا كي لا تمل العين من العرض، إضافة إلى أن الحجارة الصغيرة لا تحتاج إلى أطر كبيرة. تطلب إنجاز هذا المعرض المتضمن 60 لوحة (صففت على الرفوف وعلق بعضهما على الجدران)، استعمال 600 حجرية من مختلف المقاسات أنجزت في ظرف سنة. بالموازاة مع ذلك، اعتمدت هذه الفنانة أيضا على ثلاث تقنيات، هي تقنية الرسم على الحجر والرسم على الزجاج والرسم على الورق، وتعتمد كذلك على ثلاثة ألوان رئيسية هي الأرجواني والأسود والأصفر المذهب. لهذه الفنانة علاقة عجيبة بالحجر، فسرعان ما تتأمله وتراقبه لترسم في مخيلتها الرسم الذي ينطبق عليه وبالتالي تشرع في النقش. وتبقى هذه الفنانة وفية لبلدها، إذ تحرص على عرض أعمالها في كمال التراب الوطني كي يكشتفها الجمهور الأحق باكتشافها والاستمتاع بها، وبعدها يمكن الحديث عن الدعوات من الأجانب للعرض في دول أجنبية. ناريمان وفية أيضا لمن أخذوا بيدها وساهموا في صقل موهبتها، منهم أستاذها عكاشة طالبي ثم الفنانة ليندة حمّارة والفنان كمال واتو، إضافة إلى ميلها إلى مدرسة الراحل إسياخم. ناريمان حريصة على السير قدما وتقديم المزيد من الأعمال التي تعكس مستوى الإبداع والجهد الذي تبذله.