شرع مساء أول أمس في عملية نقل الحاويات بالسكة الحديدية انطلاقا من ميناء الجزائر نحو الميناء الجاف بالرويبة بحضور وزير النقل السيد عمار تو. واسترجع ميناء الجزائر المجهز بالسكة الحديدية بعد عدة سنوات من الانقطاع عملية النقل بالسكة الحديدية ولكن للحاويات هذه المرة وهي الأولى في تاريخه. وقد أعطى الوزير الذي كان مرفوقا بإطارات من قطاعه اشارة انطلاق القطار الاول الحامل لعدد من الحاويات من ميناء الجزائر نحو الميناء الجاف بالرويبة الواقع بنحو 20 كلم شرق العاصمة. وقال السيد تو في تصريح للصحافة ان استعمال النقل بالسكة الحديدية "سيسمح خاصة بتخفيف الضغط على حركة النقل بميناء الجزائر وتخفيض كلفة نقل الحاويات" الذي كان يتم خاصة بالشاحنات. وأشار السيد تو إلى أن هذه العملية تندرج في اطار برنامج الوزارة الرامي الى انعاش نقل البضائع بالسكة الحديدية الذي - كما قال - لا يشكل حاليا في الجزائر سوى 1 بالمئة بينما يتراوح المعدل العالمي بين 20 و30 بالمئة. وأكد أن عملية اخراج السكك الحديدية من طبقات الزفت التي تراكمت عبر السنين استغرقت أربعة اشهر، مضيفا أنه سيتم بناء في المستقبل منشأة ستسمح للقطارات بالتنقل دون اعاقة حركة النقل على مستوى الطريق السريع الواقع بالقرب من ميناء الجزائر. وسيكون ميناء وهران المستفيد الثاني من عملية الإنعاش هذه قبل أن يتم تعميمها على الموانئ الأخرى للبلاد خلال هذه السنة، حسب ما أكده الوزير. وفي هذا المنظور، تم الشروع في عمليات ترميم السكك الحديدية وإنشاء اخرى جديدة بهذه الموانئ. وفيما يخص ترميم طرق السكك الحديدية عبر البلاد، أكد السيد توان ترميم حوالي 1100 كلم من السكك الحديدية المهملة طيلة سنوات عدة من أولويات الوزارة. وقد تفقد الوزير اجهزة السكانير الخاصة بالحاويات والتي تقارب قدرة معالجتها ال20 وحدة في الساعة. وبلغت كلفة جهاز المراقبة هذا الذي يشتغل منذ 2005 ، 15000000 دولار. وأوضح مدير الموانئ والنقل التجاري بوزارة النقل السيد عبد الكريم رزال في تصريح لوأج أن العملية ستخص الحاويات الموجهة للميناء الجاف بالرويبة، في حين سيتواصل نقل الحاويات الاخرى بواسطة شاحنات نصف مقطورة. واعتبر أن النقل بالسكة الحديدية الذي سيتم ليلا فقط سيسمح بنقل "نسبة معتبرة" من بين حوالى ال2000 حاوية المودعة يوميا في ميناء الجزائر. وأشار السيد رزال الى أن الوزارة وضعت ترتيبات ترمي الى تسهيل حركة نقل الحاويات في ميناء الجزائر كتفريغ البواخر على مدار 24 ساعة وتسهيل الاجراءات وإنشاء فرق مختلطة تضم موظفين من الجمارك والتجارة والصحة النباتية. كما تتضمن هذه الترتيبات تخصص ميناء الجزائر في نقل الحاويات وتوسيع بعض النشاطات كمعالجة البواخر المقلة للسيارات الى موانئ اخرى. وأشار إلى انه تمت معالجة 1000000 حاوية سنة 2009 جزء كبير منها على مستوى ميناء الجزائر، مضيفا أن نقل الحاويات يشهد ارتفاعا سنويا ب14 بالمئة. وصرح المدير العام للشركة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية، السيد مراد سليمان بن اعمر من جهته أن حوالى 150 الف حاوية سيتم نقلها سنويا بالسكة الحديدية انطلاقا من ميناء الجزائر نحو الميناء الجاف بالروبية مضيفا أن قطارا واحدا يستطيع نقل ما بين 20 و22 حاوية.