مازال السقوط المدوي للمنتخب الوطني لكرة القدم، يلقي بظلاله على مستقبل كومندوس سعدان، بالرغم من فرصة التدارك التي تتاح اليوم أمامه من خلال مواجهة مالي التي تعتبر معركة موت أوحياة، وعليه فإنه ليس هناك خيار آخر أمام رفاق زياني سوى تحقيق الفوز، إذا أرادوا الخروج من عنق الزجاجة التي وضعوا أنفسهم فيها، حين تهاونوا واستصغروا خصمهم الذي اعتبروه رقما مكملا للمجموعة. مباراة المالي التي ستلعب تحت تأثير الصدمة من دون شك ستكون مصيرية للجزائريين بالدرجة الأولى وربما قاتلة أيضا ومن غير المسموح التهاون فيها خاصة وان كل لاعبي سعدان يعرفون قيمة الفرديات التي يتوفر عليها المنتخب الجار، الذي كثيرا ما كانت مبارياتنا معه تتسم بالندية ونصطدم فيها بصعوبات جمة. وبلغة الحسابات لا مفر أمام المدرب رابح سعدان لتلقين لاعبيه المعادلة، التي تقول نحن بحاجة لثلاث نقاط دون الالتفات يمينا أوشمالا، ونقطة واحدة لا تنفع أما الهزيمة فستجعل منهم أول مغادر للدورة، وهذا طبعا عيب كبير وصدمة لا تقبلها الجماهير التي تمني النفس بمتابعة منتخب مونديالي يشرف الألوان الوطنية ويعطي الانطباع بأنه لم يسرق تأشيرة جنوب افريقيا. هذه حقيقة يجب الاقرار بها، لأننا قضينا وقتا طويلا في البحث عن المبررات بالرغم من ان صحوة ضمير بعض اللاعبين، قد بينت بأن الحرارة لم تهزم المنتخب الوطني أمام مالاوي وان ما حدث كان تهاونا منهم بالدرجة الأولى. قراءة في الانطباعات وإذا حاولنا قراءة كل الانطباعات التي سجلناها على امتداد ثلاثة أيام من المتابعة ربما نخرج بدورنا بخلاصة تقول ان لاعبي المنتخب الوطني بإمكانهم الخروج من القوقعة الحالية بدروس مفيدة، خاصة وان العديد منهم قد أكدوا لنا بأن الدرس كان مفيدا ومؤثرا وان مباراة مالي اليوم لن تكون على الاطلاق مباراة مالاوي. وفي هذا الصدد لابد من الاشارة الى ما قاله زياني، الذي أوضح بأن وقع الهزيمة كان مؤثرا على نفسيته وانه لابد من الاستدراك والتفكير بجد في مباراة مالي التي يجب ان تؤخذ نتيجتها بالاداء والتركيز والهدوء، وإذا توفرت هذه الخصائص البدنية والذهنية، فالأكيد ان الأوضاع ستختلف وان النتيجة ستكون لصالحنا. ويرفض اللاعب زياني الخوض في عاملي الحرارة والرطوبة ويقول "من الخطأ إرجاع الهزيمة لهذين العاملين، وحتى إذا سلمنا بأنهما أثرا سلبا على ادائنا، فالهزيمة وبثلاثة أهداف لصفر ليست مقبولة على الاطلاق ومن حق الجمهور ان يغضب، ومن حق النقاد ان يجتهدوا في تقديم مبررات أخرى. زياني اعترف بشجاعة بأنه لا مبرر مقبول للهزيمة والكرة الآن في معسكرنا كلاعبين وطاقم فني لنعود سويا الى مستوانا ونلعب بروحنا القتالية ونوظف كل ما نملك من طاقة ومن استعداد ذهني وأظن اننا تجاوزنا الصدمة. مثل هذا الانطباع نجده عند مجيد بوقرة الذي قال "يجب ان لا ننام مرة أخرى على هزيمة ثانية، فالجماهير تنتظر منا الفوز ولا غير ذلك، لأن أية نتيجة إيجابية تتحقق بإمكانها ان تحدث الصلح بيننا وبين هذا الجماهير". لكن بوقرة يؤكد بأنه يجب ان نلعب بتماسك في كل الخطوط ولا نسمع للإنتقادات فقط أونترك الفرصة للخصم ثم نقول "لقد هزمتنا الحرارة أواننا لم نتخلص من تأثيرات هزيمة مالاوي". التشجيعات لا تنقص وربما يكون الاجتماع الذي عقده المدرب الوطني وروراوة والتشجيعات التي تلقاها اللاعبون من محيط المنتخب، وخاصة من الوزير جيار الذي لم يفارق البعثة على امتداد تواجدها في لواندا والاصداء التي وصلتهم من الجزائر، كلها عوامل قد بعثت جوا غير الذي كان سائدا، خاصة بعد ان تبين ان كل اللاعبين يسعون للتدارك لكن بجد هذه المرة، حتى ولو كان الخصم يضم في صفوفه ثلاثة من أبرز لاعبي -لاليغا- كهداف اشبيلية فرديريك كانوتي أونجم وسط ريال مدريد مامادو ديارا أونجم البارصا سيدو كايتا. وقد أشار منصوري لاعب الوسط الجزائر الذي لم يكن في يومه في مباراة مالاوي بأن اللعب أمام هؤلاء النجوم يختلف كثيرا، وبالإمكان أن تلعب أمامهم في نفس المستوى أوحتى تتفوق عليهم، ولذلك أعد الجماهير بمباراة قوية وحاسمة أيضا. وأضاف منصوري بأنه واثق من ان رفاقه قد تجاوزوا عقدة الهزيمة الأولى، لأن تفانيهم في الحصتين التدريبيتين يعطي الانطباع بأن أشياء كثيرة حدثت وأن الجميع يدرك ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقه. ربما يمكن ان تكون هذه خلاصة ما يمكن استنتاجه من الاتصالات والأحاديث الهامشية التي تمت مع بعض لاعبي المنتخب الوطني والتي تكون تعبيرا عن كل ما يجول في فلك المجموعة، لأن اغلب الذين تحدثنا إليهم قالوا أن الفريق الوطني بكل عناصره لم يعد يفكر سوى في لقاء مالي.