اليوم، سيلعب المنتخب الوطني لكرة القدم آخر رهانات الدور الأول لكأس افريقيا للأمم في كرة القدم بلواندا، حيث سيواجه منتخب البلد المنظم بحظوظ متباينة ولا يضعه في سكة المرور إلى الدور الثاني سوى الفوز، بخلاف المنتخب الأنغولي الذي يكفيه التعادل مهما كانت نتيجة المباراة الثانية بين مالى والمالاوي، والتي تكون هي الأخرى معركة فوز أوحياة بالنسبة للمنتخبين. المنتخب الوطني وعلى الرغم من كل هذه المعادلة الصعبة، قد يراهن هو الآخر على التعادل، لأن مثل هذه النتيجة تخدمه، لكن البناء عليها قد يصطدم بأي فوز محتمل لمنتخب المالاوي أمام المالي، ومن هنا فهو مطالب بعدم الالتفات لمثل هذه الحسابات، طالما ان منطق الكرة في مثل هذه الظروف الحساسة لا يستند إلى معطيات ملموسة وقد تلعب أية مباراة على تفاصيل صغيرة، في ظل توفر عنصر المفاجأة، وقد رأينا كيف انهزم منتخبنا أمام مالاوي وحشر نفسه في زاوية ضيقة. المدرب الوطني رابح سعدان الذي اجتهد كثيرا في العمل على عودة الروح للمنتخب الوطني، وضع أمام لاعبيه كل الخيارات، وحذر من مغبة السقوط في أسهلها أي اللعب من أجل التعادل وقال لهم" لابد من الفوز" أمام انغولا، لأنه بدون الفوز لا يمكن التطلع للدور الثاني. والفكرة تجاوب معها اللاعبون، فهم ايضا تدربوا ومنذ مباراة المالي على خطط الفوز التي كانت اشبه بخطط طوارئ، حيث تحدث منصوري بصفته القائد لزملائه بأن يكونوا على فكر واحد وعقلية واحدة وتصور واحد وذهب إلى أبعد من ذلك، حين وصف مباراة انغولا بمعركة شرف لا يجب التهاون فيها أو التأثر بضغطها، خاصة وانها تختلف كثيرا عن مباراة المالى لاعتبارات عدة بدءا برغبة الخصم في الفوز ليبقى في لواندا وإصرار جماهيره على ان يقدم أفضل ما عنده من لعب ومعطيات أخرى الكل يعلمها، لأن الحكام في مثل هذه المباريات يعملون بتحيز إلى جانب منتخبات البلدان المنظمة حفاظا على نجاح الدورة جماهيريا. إجماع على الفوز ورغبة في الاستمرار وقد سألنا أكثر من لاعب في المنتخب الوطني عن المواجهة وكيف ينظرون إليها وما مدى جاهزيتهم، وكان هناك إجماع في الرد على انه لابد من الفوز لتفادي الحسابات التي قد تلازم اللاعب فوق الميدان وتشوش على فكره. وكما قال منصوري تحدث زياني الذي يراهن على الفوز دون شيء آخر أو كما قال بوقرة "لقد وعدنا جمهورنا بالفوز ولابد من تحقيق ذلك"، وهو الانطباع الذي تحدث لنا به اللاعب يبدة الذي لم يتردد في القول بأن المنتخب الوطني جاهز ليفوز وانه لا يراهن إلا على ذلك. ويبدو من خلال حجم العمل الذي انجزه المنتخب الوطني على امتداد الحصص التدريبية وخاصة الأخيرة التي خصصت لوضع الرتوشات الأخيرة على التشكيلة التي جهزت للقاء اليوم، ان المدرب سعدان قد رتب أوراقه جيدا، خاصة وانه ابدى الكثير من الارتياح للحالة النفسية لدى لاعبيه، الذين وعدوه بخوض المواجهة بعقلية كومندوس حقيقي هذه المرة. ويقول سعدان في هذا الجانب: أنا واثق من أن ردة الفعل، ستكون قوية وإيجابية وان اللاعبين لديهم الرغبة في الاستمرار بالدورة، وان الشد العصبي الذي لازمهم في الأيام الأولى من وصولنا إلى لواندا قد تلاشى، بحكم التكيف مع المناخ وبفضل تغيير مواقيت إجراء المباريات. الإصابات تفرض حسابات جديدة لكن سعدان اشتكى كثيرا من الغيابات التي جعلت خياراته التكتيكية تبدو محدودة بعض الشيء، إذ ان الإصابة المفاجئة لياسين بزاز في الركبة ووجود صايفي خارج الفورمة بسبب الآلام التي عاودته من إصابة سابقة وكذا تأثره بما حدث له مع نادي الخور القطري، قد ارغمته على دراسة البدائل التي بحوزته. وقد تردد بأن سعدان سيضطر هذه المرة إلى توظيف عبدالمالك زياية من البداية كرأس حربة، وهو جاهز لأي دور يسند إليه، خاصة وانه متعود على ذلك من خلال تجربته مع وفاق سطيف بل انه أكد بأنه يريد فرصته كاملة لتأكيد جدارته في تقمص الألوان الوطنية، كما سيوظف غزال مكان بزاز يقابله في الجهة الأخرى كريم مطمور الذي أدى مباراة كبيرة أمام المالي. اما في الدفاع فينتظر ان يلعب المنتخب بتركيبة المباراة الثانية، لأن كل الذين خاضوا تلك المباراة اثبتوا جدارتهم بما في ذلك اللاعب عبدالقادر العيفاوي الذي لعب ظهيرا وأمن جهته بفضل خبرته وقوته وقدرته على التحمل، فيما تدرب الحارس شاوشي ليكون أساسيا ووعد بتفادي بعض الأخطاء الناتجة عن ارتباكه، وهو ما يوعزه البعض إلى سوء استعداده النفسي، باعتباره لم يكن جاهزا من البداية في ظل وجود الحارس واوي الذي أدى انسحابه الاضراري إلى إحداث حالة من الارتباك داخل المنتخب الوطني ككل. الخصم في المتناول وغياباته تخفف من الضغط وبالمقابل، هناك العديد من المؤشرات التي قد تعمل لصالح المنتخب الوطني ظهر اليوم، لكن استغلالها يبقى مرهونا بمدى قابلية عناصرنا التكيف معها بجد، إذ ان المنتخب الأنغولي سيلعب تحت ضغط جمهوره الذي لم يرض بما قدمه رفاق فلافيو في المباراة السابقة، حيث ظهر عليه العياء وسوء التمركز وضعف في نسيج الخطة. كما ان هذا المنتخب سيلعب اليوم بتعداد لا يضم بعض كبار النجوم لأسباب مختلفة، إذ راجت أخبار تؤكد بأن الهداف وصانع الالعاب فلافيو لن يلعب بسبب الاصابة وحتى إذا حضر المواجهة فوق الميدان فهو لن يكن في كامل جاهزيته، وعليه فإن المدرب الانغولى لن يجازف به تحسبا للدور الثاني، خاصة وان الانغوليين يحلمون بالتتويج أو على الأقل لعب المباراة النهائية، كما ان إصابة جيلبيرتو تبدو هي الأخرى معوقة للمنتخب ككل، إلى جانب تسجيل التشكيلة المحلية عدة غيابات للاعبين بسبب العقوبة، وهي أشياء قال عنها المدرب خوزي قد تلعب دورا مؤثرا وسلبيا أمام تشكيلة جزائرية تجيد التموقع وتلعب بندية وذكاء.