إنّ الحصار الذي يزداد إحكاما على غزة محليا يثير المزيد من التعاطف مع سكانها دوليا ويغذي المواقف المنددة بهذا الظلم الذي سلّط على أهل غزة خاصة وعلى الشعب الفلسطيني عامة. فلا شك أنّ المتاعب التي واجهت قافلة "شريان الحياة" الأخيرة إلى غزة قد زادت المبادرين بهذه القوافل إصرارا على فك الحصار وعبر البحر هذه المرة تحديا لإسرائيل التي تغلق هذا الباب، وتفاديا لأي إشكالات سياسية أو دبلوماسية كالتي واجهتها في طريقها، خاصة مع السلطات المصرية والتي أدت إلى منع عبور هذه القوافل وأعلنت جورج غالاوي رئيس القافلة شخصا غير مرغوب فيه بمصر. وبدل أن تفتر وتيرة التضامن هاهي بعثة برلمانية أوروبية يقودها برلماني بريطاني كان مناصرا للصهيونية، لكن ممارساتها اللاإنسانية وايديولوجيتها العنصرية جعلته يلتحق بركب أحرار العالم ويعلن تضامنه مع سكان غزة، ويتنقل الى الميدان للاطلاع على معاناتهم ونقل حقائقها إلى الرأي العام الغربي الرسمي قبل العام. ولعل هذه الاستفاقة في العالم الغربي إلى ما يجري للشعب الفلسطيني هي التي حركت أكثر من طرف من المعنيين بشكل مباشر أو غير مباشر بالقضية الفلسطينية منها التسريع الأمريكي للمفاوضات بدون شروط والتحرك الذي بادرت به بعض الدول العربية لطلب ضمانات أو لمعرفة طبيعة الضمانات التي تكون قد أعطيت لتحريك عملية التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وبالتالي فإن أزمة غزة بدل أن تقهر إرادة الشعب الفلسطيني اكسبته دعما إنسانيا واجتماعيا وسياسيا، اعتمادا على مقولة كلما ازدادت الأزمة انفرجت.