نظمت مؤسسة الأرشيف الوطني بالتعاون مع السفارة السودانية يوم الأربعاء الماضي، معرضا خاصا ابرزت من خلاله التقاليد الشعبية السودانية والألبسة والأدوات التقليدية، بمناسبة الذكرى 52 لعيد استقلال السودان، وفي إطار توصيات التزام دور الأرشيف العربية بترقية المجتمعات العربية وتدعيم الروابط الأخوية، وقد حضر المعرض شخصيات وطنية ودبلوماسية· هذا المعرض الذي يسعى القائمون عليه الى التعريف بحضارات وعادات وتقاليد البلدان العربية، جاء ثريا جدا، حيث حملت اجنحة المعرض كل الشروح والتفاصيل حول السودان، بداية من الموقع الجغرافي على الخريطة إلى السودان عبر التاريخ وقبل التاريخ ايضا، الى جانب التغيرات السياسية والثورات التي قادها السودان الى غاية التحرر· كما عرضت كتب مختلفة تناولت الشعر والقصة والرواية والتحليل السياسي والقراءات التاريخية والاقتصادية بأنامل سودانية، وتربعت اتفاقية السلام الشامل لنيروبي - كينيا سنة 2005 على طاولة خاصة الى جانب الدستور السوداني لنفس السنة· وعلى الجانب الآخر من المعرض قدمت نماذج مختلفة من الالبسة السودانية على اختلاف المناطق، حيث يزخر الشرق بملابس خاصة وكذا الجنوب، كما تتميز بعض القبائل عن غيرها بلباس خاص مثل قبيلة الرشايدة وقبائل البقارة حيث تمتاز كل قبيلة بخامة القماش المستعمل، وأكدت لنا سيدة سودانية أن الثوب هو اللباس الشائع في السودان ويبلغ طوله 4 أمتار وعرضه متر ويستحيل لبسه فوق البنطلون لأنه يفسد شكله، اذ تلبسه النسوة فوق التنورة، حيث تلف جزءا من القماش على خصرها ثم تقوم بعقده على الجانب الايمن وتضع المتبقى من القماش على رأسها، ويعتبر الذهب زينة ضرورية ويومية لا تستغني عنها المرأة السودانية·· ويشترط ان يكون 24 قراطا أو21 ليصمد امام مناخ المنطقة· وأضافت نفس المتحدثة قائلة أن الألوان الداكنة مثل الازرق الغامق والبنفسجي والاحمر تستعمل للمناسبات ويشرط أن يكون الثوب من الحرير الاصلي· أما اللباس القطني فهو اللباس اليومي للمرأة السودانية بألوان خفيفة، أما العاملة فيشترط عليها ان ترتدي اللون الابيض الخام او الابيض المطرز، أما في الاحزان فغالبا ما يكون اللون الابيض ايضا سيد المواقف بدل الاسود· كما عرض ايضا الزي الملكي للملكة النوبية وهو ثوب يتكون من ثلاث قطع ويشبه الى حد كبير الزي الملكي الفرعوني، حيث يغطى الثوب بالذهب الخالص خصوصا من الجهة العليا، كما يوجد بغطاء الرأس المرضع بالذهب والالماس رأس الافعى وهو دليل القوة، ولا يكتمل الزي إلا بالعصا التي تحمل في رأسها أيضا صورة رأس الأفعى· كما عرضت أيضا العديد من أزياء الرقص حسب الاماكن والمناطق حيث اختلفت بين ازياء الصوفية ثلاثية القطع وأخرى جلدية مرصعة بالعقاش الأسود والأحمر منها زي رقصة "الكمبة" التي تؤديها قبيلة النوبة في جنوب ووسط السودان· كما عرضت أيضا أدوات تقليدية ومصنوعات يدوية من سعف النخيل واطباق مصنوعة من اشجار الدوم تستخدم لجمع الحصاد وخصوصا القمح والشعير· وعرضت ايضا اهم المنتوجات الزراعية التي يعرف بها السودان مثل الفول بشكليه فول خام وفول "نقاوة"، أي فول سوداني الذي يستعمل لتهدئة الأعصاب وطرد الغازات، وهو مطلوب جدا في الشرق الاوسط، الى جانب الصمغ او صمغ الشهاب وهو الصمغ المستعمل في صناعة الحلويات، الدواء، الأصباغ، حيث ينتج السودان 85% من الصمغ العربي·الآلات الموسيقية السودانية كانت أيضا حاضرة ومنها "الطار"، "الطبلة"، "الطمبور"، "القرع"، وأغلبها مصنوعة من جلود الحيوانات كالمعز، الخرفان، التماسيح، والقرع· وقد أثارت الحقائب النسائية المعروضة والمصنوعة من جلد التماسيح، اهتمام السيدات، إلى جانب علب المجوهرات المصنوعة من بيض النعام والتي نقشت عليها زخارف ورسومات إفريقية رائعة، مثل قطيع الفيلة الهائم في البراري·