استنكرت السلطة الفلسطينية الموقف السلبي الذي التزمته الإدارة الأمريكية إلى حد الآن إزاء الانتهاكات الإسرائيلية للمقدسات الإسلامية في القدس الشريف في تعارض صارخ مع تعهداتها بإقامة السلام في المنطقة وفضلت بدلا عن ذلك البقاء في موضع المتفرج ضد اعتداءات قوات الشرطة الإسرائيلية. ولم يخف صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين استياء الجانب الفلسطيني وخيبة أمله إزاء الموقف الأمريكي المتخاذل من مجمل الانتهاكات والقرارات التي اتخذتها إسرائيل مؤخرا وقال أن "ردود الفعل الأمريكية لم ترق حتى الآن إلى مستوى إصدار بيان صارم يلزم حكومة الاحتلال بوقف انتهاكاتها". واعتبر المسؤول الفلسطيني أن ممارسات إسرائيل في مدينة القدسالمحتلة واقتحام المسجد الأقصى وبناء المزيد من المساكن في مستوطنة بسجات زئيف وقرار ضم مسجدين في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل وبلال بن رباح في بيت لحم تؤكد "استهتارها بالجهود الدولية الحالية لأحياء عملية السلام". ولم تحرك إدارة الرئيس باراك اوباما ساكنا ضد الانتهاكات الخطيرة التي يتعرض لها مسجد الأقصى الشريف والقدسالمحتلة عموما على يد قوات الاحتلال ومجموعات اليهود المتطرفة وهي التي أخذت على عاتقها لعب دور الوسيط في تسوية أقدم واعقد صراع في المنطقة. ويؤكد صمت الإدارة الأمريكية مجددا انحيازها المفضوح للطرف الإسرائيلي وانه لا يمكنها اتخاذ أي قرار أو إجراء يصب في عكس مصلحة إسرائيل التي تبقى الحليف الاستراتيجي لواشنطن. وليست هي المرة الأولى التي تدير فيها الإدارات الأمريكية المتعاقبة ظهرها إلى الطرف الفلسطيني بعد إيهامه بوعود تتلاشى بمجرد اصطدامها بصخرة الصد الإسرائيلي الرافض لأي سلام مع الفلسطينيين وتعمل من اجل تقويض كل مسعى يصب في هذا الاتجاه. وهو ما دفع بعريقات إلى مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك سريعا والدفاع عن مستلزمات السلام إن الشرق الأوسط الذي يفقد كل معنى له مع مرور كل يوم تمضي فيه إسرائيل في تنفيذ مخططاتها التهويدية وأنشطتها الاستيطانية. كما اعرب المسؤول الفلسطيني عن أسفه إزاء استمرار حالة الانقسام في العالم العربي إضافة إلى ما يعانيه الفلسطينيون من تمزق داخلي طال أمده وهي معطيات مكنت إسرائيل من استغلال كافة الظروف لصالحها ولتحقيق أهدافها. من جانبه أكد حسين الأعرج محافظ الخليل بالضفة الغربية أن قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ضم الحرم الإبراهيمي الشريف إلى قائمة ما يسمى ب"التراث اليهودي" يستهدف تعطيل عملية السلام ودفع المنطقة مجددا نحو دوامة العنف. وقال الأعوج أن "الحرم الإبراهيمي جزء أساسي من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 وأن قرار نتانياهو سياسي رغم إدعائه غير ذلك لأنه يعني عمليا تكريس الاحتلال وضم الحرم للسيادة الإسرائيلية فضلا عن كونه انتهاكا صارخا لحرية العبادة ولكل الأعراف والمواثيق الدولية التي تفرض على سلطة الاحتلال عدم تغيير الإرث التاريخي للدولة المحتلة". وأضاف "كلما اشتد الخناق الدولي على نتانياهو وحكومته اليمينية المتطرفة كلما اتجه نحو اتخاذ مثل هذه القرارات الاستفزازية للهروب من استحقاقات السلام ولجر الشعب الفلسطيني نحو العنف". وتأتي تصريحات المسؤولين الفلسطينيين في وقت أقدمت فيه قوات الاحتلال أمس على نشر تعزيزات أمنية مشددة بمحيط الحرم القدسي الذي شهد أول محاولات لتدنيسه من قبل يهود متطرفين اقتحموا باحاته بدعم من شرطة الاحتلال. وكانت مواجهات عنيفة اندلعت أول أمس بمحيط المسجد الأقصى المبارك بين قوات الاحتلال وفلسطينيين هبوا بالمئات لنصرة أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وحمايته من مخططات التهويد.