نجح الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أمس في عقد لقاء بمقر المجلس النيابي اللبناني ضم زعيم الأغلبية سعد الحريري والرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل بالإضافة إلى العماد ميشال عون زعيم التيار الوطني الحر وكان الهدف اخراج لبنان من حالة الانسداد والفراغ السياسي الذي وقع منذ نهاية نوفمبر الماضي· وانتقل عمرو موسى إلى العاصمة اللبنانية في محاولة أخرى لمواصلة مساعي الوساطة التي شرع فيها بين أطراف الأزمة في لبنان باسم الجامعة العربية وسعيا لتنفيذ المبادرة العربية لتسوية مأزق الحكم في بيروت· وتصر الجامعة العربية على إتمام مساعهيا رغم الشل الذي مني به أمينها العام لمرتين في ايجاد نقطة التقاء محورية بين المتخاصمين يمكن اعتمادها كخطوة أولى لانهاء الأزمة اللبنانية التي ما انفكت تزداد تعقيدا من يوم لآخر وباتت نهاية نفقها بعيدة المنال· ورغم ذلك فقد أصر الأمين العام للجامعة على عدم الإذعان لمنطق الفشل وعاود الترحال إلى لبنان من أجل إذابة الجليد العالق في علاقات كل الأطراف للمرة الثالثة على التوالي في مهمة أجمع الكثير من المتتبعين أنها تبدو مستحيلة· ولكن هل ينجح موسى حيث فشلت عدة مساعي دولية في ذات المهمة؟ وتبدو الاجابة صعبة بنفس صعوبة وتعقيدات الأزمة اللبنانية ذاتها والتي أكدت كل مؤشراتها ان مسألة تسويتها ليست ليوم غد· وتكمن صعوبة ذلك في استمرار حالة عدم الثقة المتبادلة بين ما يعرف بقوى الأغلبية وأحزاب المعارضة ومواصلتها تبادل التهم بالخيانة حينا وضرب مصلحة لبنان والشعب اللبناني أحيانا أخرى والموالاة لقوى أجنبية في كثير من المرات· ويجب القول أن توسع الأزمة اللبنانية وخروجها عن إطارها اللبناني اللبناني كان من بين أهم الأسباب المباشرة التي زادت في درجة تعقيد الأزمة فبينما تتهم المعارضة أحزاب الأكثرية بالموالاة للغرب وبصفة خاصة الولاياتالمتحدة وفرنسا، تذهب الثانية الى إتهام الأولى بخدمة المصالح الايرانية والسورية وهو ما جعل كل الشعب اللبناني يعيش ضحية مقاربتين متناقضتين لتصور المشروع المجتمعي في لبنان· وهو الأمر الذي دفع الأمين العام العربي عمرو موسى يحذر من تكرس مثل هذا الصراع وتحول لنبان الى أرض معركة لقوى مصلحية أجنبية ومخاطر دخول البلاد في حرب أهلية ثانية لاتخدم اللبنانيين بقدر ما تخدم قوى أجنبية· وإذا كانت سوريا وبحكم علاقاتها التاريخية مع لبنان أكدت أنها تؤيد المسعى العربي لانهاء حالة الاحتقان السياسي فيه وأكدت دعمها لجهود عمرو موسى فإن عدة عواصم اوروبية فضلت القيام بدبلوماسية موازية وصبت جميعها في خانة دعم أحزاب الأكثرية الحكومية وهوما وجدت فيه المعارضة بقيادة حزب اللّه والتيا رالمسيحي بقيادة ميشال عون مناسبة لتوجيه انتقادات حادة باتجاه حكومة فؤاد السنيورة واتهمته شخصيا بافشال كل حل توافقي من أجل انتخاب رئيس جديد للبلاد خلفا للرئيس إيميل لحود· ولايفوت سعد الحريري زعيم الأغلبية من جهته أية فرصة لاتهام المعارضة بخدمة مصالح النظامين السوري والإيراني وقال أمس أن النظامين الايراني والسوري يمنعان من خلال رجال مخابراتهما انتخاب رئيس للبنان·وقالت مصادر مقربة من الأمين العام العربي ان مهمة هذا الأخير سيتصب في مسعى وقف هذه الاتهامات لتلطيف الأجواء السياسية في مرحلة أولى وأن اجتماعه أمس بالحريري والجميل وعون صب بإتجاه هذا الهدف· وهوما يؤكد أن مساعيه لم تبلغ النتيجة المرجوة حيث سبق أن تحرك من أجل ايجاد صيغة حول الكيفية التي يتم بها انتخاب وزير الدفاع ميشال سليمان لمنصب الرئاسة فاذا به وجد نفسه في نقطة البداية وإيجاد الأجواء المناسبة لإنطلاق المفاوضات الجادة، وهوما يجعل من المهمة العربية صعبة وتجسيد مبادرتها أو·