تسليم الطريق الالتفافي وأكبر حصة من الطريق السيار في سبتمبر المقبل يحضر قطاع الأشغال العمومية لتسليم حصص مهمة من المشاريع الاستراتيجية التي كان مقررا تسليمها خلال العام الجاري، وعرفت تأخرا في تقدم الأشغال لأسباب موضوعية تتصل بالأساس برداءة الأحوال الجوية وبوعورة بعض التضاريس، ومن بين ابرز هذه الحصص المقرر تسليمها في غضون الأسابيع القادمة، الشطر الرابط بين مفتاح وخميس الخشنة من مشروع الطريق الالتفافي الثاني للعاصمة وكل الشطر الرابط بين قسنطينة وتلمسان من مشروع الطريق السيار شرق غرب. فقد أقرت مصادر من وزارة الأشغال العمومية بوجود تأخر في تقدم مشروع الطريق الالتفافي الثاني للعاصمة الرابط بين زرالدة وبودواو والذي يجري انجازه من قبل مجمع دولي يضم مؤسسات إسبانية وبرتغالية وجزائرية بتكلفة إجمالية تقارب ال50 مليار دينار، حيث سجل تعطل أشغال استكمال هذا المشروع الحيوي الذي يربط 4 ولايات من الوسط بأهم المرافق الحضارية والإقتصادية، على مستوى محورين أساسيين هما محور الوسط بين بئر توتة - مفتاح، والمحور الأخير الذي يضم الجسر الضخم لمنطقة برحمون ببودواو. وإذا كانت الآجال النهائية لتسليم هذا المشروع الإستراتيجي بكامله تم تحديدها بشهر سبتمبر المقبل، فإن مستعملي هذا الطريق الجديد الذي يجري انجازه وتجهيزه وفق مواصفات دولية عصرية سيتمكنون بداية من شهر افريل القادم من العبور عبر الشطر الجديد الرابط بين مفتاح وخميس الخشنة المقرر فتحه أمام حركة المرور في الأيام القادمة في إطار استمرار القطاع في برنامج التسليم الجزئي للمقاطع المنتهية من هذا المشروع. من جهته، لا زال مشروع القرن يتحدى غضب الطبيعة والتضاريس الوعرة، والتي تسببت في تأجيل موعد تسليمه بشكل كامل إلى غاية السداسي الأول من السنة القادمة. وقد كانت "المساء" التي تنقلت عبر كافة اشطر المشروع من الحدود الشرقية إلى الحدود الغربية وصورت الظروف التي تسير عليها الأشغال والجهود الكبيرة التي تبذل في الميدان، ، قد أشارت إلى أن استكمال الأشغال بشكل كلي لا يمكن أن يتم قبل السداسي الأول من سنة 2011، لا سيما في ظل التعطيل الكبير الذي تسببت فيه كثافة الأمطار التي تساقطت على مستوى الشطر الشرقي الذي تتميز أرضيته بالانزلاق تارة والتشبع بالمياه تارة أخرى. غير أن هذه العراقيل لن تؤثر على مشروع تسليم اكبر وأهم حصة من هذا الطريق والممتدة من قسنطينة إلى غاية الحدود الغربية للجزائر والمقرر في غضون شهر سبتمبر المقبل، مع تسجيل تقدم أشغال كافة أشطر مشروع القرن بنسبة تفوق 90 بالمائة. وبالموازة مع التحضير لتسليم الجزء المذكور من المشروع وتسريع وتيرة أشغال الأشطر المتأخرة والتي تضم أنفاق سكيكدةوقسنطينة وبومرداس، ينتظر أن تعلن الحكومة قريبا عن ملف الدفع الذي لا يزال قيد الدراسة والمتابعة، وكذا إعلان الوكالة الوطنية للطرق السريعة عن المناقصة الدولية التي ستحدد الشريك الذي سيرافق الجزائرية للطرق السريعة في مهام تسيير واستغلال وصيانة الطريق السيار، خاصة بعد استكمال ملف التجهيز والإنارة وتركيب الإشارات ومحطات الدفع، وظفر المؤسسة العمومية لتوزيع النفط "نفطال" بعقد تسيير محطات الخدمات على طول الطريق السيار وذلك في شكل تنازل تدفع مقابله حقوق الاستغلال، على أن لا تقتصر الخدمات على بيع البنزين ومشتقات المحروقات وإنما تتعدى ذلك إلى عدة خدمات أخرى على غرار الإطعام والإيواء وخدمات الراحة المتعددة. وتجدر الإشارة في الأخير إلى أن التجربة الهامة التي خاضتها الهيئات والمؤسسات الوطنية في إطار مشروع الطريق السيار شرق غرب، ضاعفت ثقة الجهات الوصية في إمكانيات الآلة الإنتاجية الوطنية وقدرتها في انجاز مشاريع ضخمة مماثلة، حيث أكد مدير الطرق بالوزارة السيد حسين نسيب في حديث إذاعي أمس أنه بإمكان الشركات الوطنية التكفل بإنجاز الطريق السيار للهضاب العليا الذي تم الانتهاء من مرحلة إعداد دراساته التقنية الأولية، خاصة في ظل اتسام هذا المشروع بطبيعة وتضاريس أقل صعوبة من تلك التي تميز مسار مشروع الطريق السيار شرق - غرب.