لا يختلف إثنان بشأن كفاءة المدرب مكي الجيلالي التي استفاد منها الفريق الوطني لسنوات عديدة، وفي مختلف مشاركاته سواء أكانت عالمية أو إفريقية، غير أن إسم مكي كان لصيقا بخرجات وتتويجات فريقه مولودية وهران، الذي آلمه وضعه وعاد لمساعدته، لكنه اصطدم بواقع مر لم يستطع مقاومته واضطر إلى رمي المنشفة في ظرف حرج للغاية. المساء: في البداية، هل تؤكد رحيلك عن مولودية وهران؟ مكي: نعم أؤكد ذهابي عن المولودية الوهرانية. - ما هي الأسباب؟ الأسباب صحية بالأساس ولعدم قدرتي على تحمل الوضع الحالي للمولودية. - ولكن ألا تخاف أن تلام على الاستقالة في ظل الظرف الصعب الذي يمر به الفريق؟ ليس بمقدوري تحمل فوق طاقتي، علما أنني لم أتقاض أجرتي الشهرية لعدة أشهر. - لكن البعض يلومك على أنك قبلت الإشراف على العارضة الفنية من دون ضمانات؟ لا، بالعكس تلقيت ضمانات من رئيس فرع كرة اليد سفيان بليمام، ولكن يجب الاعتراف بأنه تجاوزته الأحداث لكثرة المشاكل التي تتخبط فيها المولودية وخاصة المالية منها. - كنت على علم بكل هذه المشاكل وصعوبة حلها، فلماذا عدت إلى أحضان المولودية؟ هي الغيرة على هذا الفريق الكبير، والحمد لله وفقنا في تكوين فريق شاب، لكن الأمور فاقت الحد المقبول بالنسبة لي فقررت أن استقيل. - هل أنت واثق من أن هذه التشكيلة قادرة على ضمان البقاء؟ بصراحة أن المستقبل يتراءى لي صعبا على هذا الفريق الشاب لكن بإمكانه ضمان البقاء بشيء من الدعم كما أنه من المؤسف أن ترى فريقا في حجم المولودية يعيش هذا الوضع المتردي لاسيما أنه يعدّ القاطرة الأمامية لكرة اليد في الجهة الغربية من البلاد وليس مدينة وهران فقط. - صراحة، أين يكمن مرض المولودية؟ هو الإهمال الكبير الذي يتعرض له فرع كرة اليد عكس فرع كرة القدم الذي يلقى كل الرعاية، وأنا ليس بمقدوري تقديم نصائح ودروس في هذا المجال. - لكن بإمكانك إعطاءنا الحلول للخروج من هذا الوضع الصعب للمولودية؟ هو أن يتم احتضان فرع كرة اليد بمفرده خاصة من الجانب المالي، وبعده يمكن للفريق استعادة السمة البارزة التي كان ينفرد بها وهي التكوين، ثم هناك أمر هام وهو توفير قاعات اللعب بما فيها تلك على الهواء الطلق والتي تعدّ قليلة جدا. - بعد انسحابك من المولودية، هل تلقيت عروضا من أندية أخرى؟ نعم، تلقيت عرضا من رئيس فريق نادي العربي السعودي للعنيزة الذي كان لاعبا سابقا في هذا الفريق والذي دربته في السابق، وللأسف ليس بإمكاني مواصلة مهمة التدريب، لكن سأفكر إذا عرض علي منصب مدير فني. - تابعت مسار البطولة الإفريقية الأخيرة، كيف تقيّم المشاركة الجزائرية فيها؟ كان مردود الفريق الوطني جيدا، وبعث ثقة متجددة في كرة اليد الجزائرية التي أعلنت عن عودتها من مصر، لكن يجب أن نعترف بأن التعداد الحالي يفتقر إلى بدلاء أقوياء وهذا راجع لضعف مستوى بطولتنا بدليل أن نفس اللاعبين نجدهم في الفريق منذ سنوات، ومن نادي واحد وهو المجمع البترولي، بينما الفرق الأخرى ليس بمقدورها مد التشكيلة الوطنية بعناصر ممتازة لأن تكوينها ضعيف. وعموما، مستوى البطولة كان متواضعا باستثناء المباريات التي وضعت منتخبات شمال إفريقيا وجها لوجه وبالتحديد مواجهات تونس-الجزائر، الجزائر-مصر وتونس-مصر، وهو مشهد يتكرر في كل دورة. - ماذا عن منتخب السيدات؟ مشاركته كانت إيجابية، وتعد الأحسن في كل مشاركات الفريق الوطني بوصوله إلى الدور نصف النهائي لاسيما أنه يضم عناصر شابة تلعب لأول مرة في هذا المستوى. - كيف تعلق على تراجع مستوى أندية واندثار أخرى؟ هذا الموضوع يحتاج إلى جلسات طويلة لأن الوضعية بصراحة كارثية ناتجة عن مشاكل متشعبة ليست وليدة اليوم، واعتقد أن غياب الدعم المالي يعتبر أحد الأسباب الرئيسية التي كانت وراء اندثار عدد من الفرق الكبيرة إلى جانب نقص التكوين القاعدي. - ما هي أحسن ذكرى يحتفظ بها مكي؟ هي كل التتويجات والألقاب التي تحصلت عليها مع فريق مولودية وهران، البطولة الوطنية (مرتان)، كأس الجزائر (مرتان) والبطولة العربية للأندية العربية (مرتان). - وأسوأها؟ هي بالتأكيد المرتبة الخامسة التي تحصلت عليها رفقة الفريق الوطني في البطولة الإفريقية بتونس التي قدمنا إليها في ظل مشاكل عديدة كانت تتخبط فيها اتحادية كرة اليد والتي أثرت كثيرا على أداء اللاعبين. - ما هي قصتك مع ''الخضرّ؟ أشرفت على المنتخب الوطني في ثلاث بطولات عالمية في أعوام 1997 باليابان، و2001 بفرنسا، و2005 بتونس، كما أشرفت عليه في ثلاث بطولات إفريقية، الأولى عام 1996 بالبنين والتي انتزعنا لقبها، والثانية عام 2000 بالجزائر العاصمة حيث نلنا المركز الثاني، والثالثة في2006 بتونس حيث اكتفينا بالمرتبة الخامسة. - على حسب علمنا كنت عضوا ولا زلت في جمعية رياضية بالموازاة مع تدريبك للمولودية الوهرانية؟ نعم، لكن بشكل تطوعي، حيث أنشط في جمعية تسمى جمعية '' وهران رياضة - تواصل '' ، وهي جمعية تعنى بتطوير الرياضة بصفة عامة، كما تقوم بتكريم قدامى الرياضيين في جميع أنواع الرياضات، وإقامة مباريات اعتزالية لهم لإخراجهم من دائرة النسيان، كما تقوم بعقد ملتقيات رياضية واستطعنا لحد الآن تنظيم ملتقيين، الأول حول العنف ومحاربته والثاني تناول الممارسة الرياضية وتأمين اللاعبين. - بماذا تريد أن نختم هذا الحوار؟ أتمنى عودة الانجازات التي كانت تصنعها مولودية وهران، كما أدعو السلطات المحلية للاعتناء بكرة اليد والرياضة بشكل عام.