تنظم ملحقة الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية بوهران، كل سبت، زيارات الى منتزه ''ابن باديس'' بالحي الشعبي ''سيدي الهواري'' الذي يعتبر نقطة التقاء محبي المعالم الأثرية والتاريخية التي تزخر بها منطقة وهران للظفر بمقعد في إحدى السيارات أوالحافلات المخصصة لهذه الرحلات. وبعد أن كان عدد زوار هذه الآثار لا يتعدى فوجا يتشكل من عشرة أفراد، ارتفع مع مرور الأيام ليصل الى 180 زائرا كل يوم سبت، حسبما اشار إليه مسؤول المعالم الأثرية بوهران بالديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات المحمية. ومن منظور أن السياحة والثقافة وجهان لعملة واحدة، تعمل الملحقة المذكورة على غرس ''الثقافة الأثرية'' لدى الجمهور الوهراني، من خلال تنظيم مثل هذه الرحلات باتجاه مختلف المواقع التي تزخر بها الولاية من أبرزها 29 معلما محميا يعود تاريخها الى ما قبل التاريخ والعهد الفنيقي والروماني وذات الصلة بالحضارة العربية الإسلامية، مرورا بالاحتلال الإسباني والعهد العثماني وانتهاء بالاستعمار الفرنسي. وأصبحت هذه الرحلات المنظمة بين أحضان عبق التاريخ القديم والحديث، فرصة للزوار من أجل اكتشاف بعض المعالم الأثرية لأول مرة منها ''سونتا كروز'' و''قصر الباي'' و''باب كناستيل'' و''المسرح''، حسب مرشد سياحي يشرف على تأطير هذ الرحلات. مؤكدا أن ''للوهرانيين رغبة كبيرة وتعطش لمعرفة المزيد عن تاريخ مدينتهم''. وتشكل هذه الزيارات، التي تغوص بالمرء في جزء هام من التراث المعماري والتاريخي للمدينة وما عاشته من أحداث عبر العصور، صنفا من أصناف السياحة الثقافية التي بإمكانها أن تدر مداخيل مالية هامة، على حد تعبير أحد المهتمين بالتراث. ومن جهة أخرى، فإن مسار هذه الرحلات يهدف إلى التعريف بهذا المخزون الأثري الذي يعتبر موقعا للجذب السياحي، إلى جانب إعادة الروح إلى هذه الآثار التي كانت في وقت غير بعيد مهملة، إضافة الى تثمينها من خلال ترسيخ الثقافة الأثرية للأجيال الصاعدة. علما أن هذه الرحلات لا تكاد تخلو من الأطفال الذين يكتشفون عالما جديدا ويستمتعون بالطبيعة التي تحيط بهذه المعالم. للإشارة، فإن شعار هذا البرنامج هو ''هوية وقيم أصيلة'' ويدخل في إطار الاحتفال بشهر التراث، وقد تضمنت الرحلة الأولى التي انطلقت منذ الأحد الماضي زيارة إلى المعالم الاثرية الواقعة بوسط مدينة وهران التي تشمل 70 معلما أثريا منها تلك التي تعود الى فترة تأسيس مدينة وهران في سنة 902 والمتمثلة في ''قصبة وهران''. كما سيخصص المسار السياحي الثاني لمعالم الجهة الشرقية، منها مغارات ما قبل التاريخ ومناجم الرومان ببلدة »كريشل« والمواقع الأثرية بكل من بطيوة وأرزيو والمساجد العتيقة التي تزخر بها قريتا ''العيادية'' و''القرانين''. أما الرحلة الثالثة فستكون وجهتها معالم غرب المدينة منها ''برج لامون'' ومغارات ''هيضور'' و''طبانة المرسى الكبير'' وكهوف عين الترك التي تعود إلى 100 سنة قبل الميلاد، لتحط قافلة محبي الآثار والتاريخ ضمن الرحلة الرابعة بالمعالم الموجودة ببلديتي مسرغين وبوتليليس.