أطلعتنا وكالة الأنباء الفرنسية على نص بيان الاتحاد الدولي لكرة القدم بشأن العقوبة المسلطة على مصر جراء الاعتداء على حافلة المنتخب الجزائري في القاهرة. وكم كانت المفاجأة كبيرة لبساطة العقوبة وكأن جرح ثلاثة لاعبين دوليين أمر عادي لا يستحق تشديد العقوبة حتى لا تتكرر مثل هذه الأحداث. فقد كنا ننتظر أن تكون العقوبة في مستوى خطورة الحادث سواء وقع ذلك في مصر أو غيرها، للأسف الشديد انطبق على الاتحادية الدولية المثل القائل: ''تمخض الجبل فولد فأرا''. هل يعقل أن تكون العقوبة خفيفة إلى هذه الدرجة؟ إن معاقبة المنتخب المصري بمباراتين خارج القاهرة وغرامة مالية لا تتجاوز 70 ألف أورو بعد كل الذي حدث أمام مرأى مراقبي الفيفا وكاميرات العالم، هو في حد ذاته محفز لمصر ولغيرها على المزيد من العنف في الملعب وخارجه. ولا يطمئن المنتخبات على أمنها، مادام منطق الفيفا يقول اضرب ولن تدفع إلا 70 ألف أورو. إن هذا المبلغ من الغرامة لا يساوي شيئا عند الدول أو الاتحادات الكروية وما يتداول لدى شبابنا صرافي العملات في بور سعيد يفوق بكثير هذا المبلغ الزهيد. نقول هذا لأن العبرة في الأخير هي الردع من أجل أن تحترم مبادئ الرياضة وكذا الأخلاق وتقاليد الضيافة. ومهما كان رأينا في قرار الاتحادية الدولية لكرة القدم فإن المهم أن هناك إدانة معنوية لمن حاولوا استغباء العالم وقالوا أن المنتخب الجزائري ضرب نفسه داخل الحافلة. الأمر الذي أضحك كل من سمع هذه النكتة، والأهم أيضا أن الفيفا أغلقت نهائيا أحداث أم درمان المزعومة وقالت أنها لم تحصل على أي دليل يؤكد وقوع ما زعمته اتحادية زاهر التي عجزت عن تقديم ابسط دليل عن الأكاذيب والسيناريوهات التي لم يصدقها إلا رواد الفتنة في الفضائيات المصرية ومن معهم من السذج.