جدد مناضلون ونشطاء حقوقيون صحراويون أول أمس بالجزائر العاصمة، تمسكهم بمواصلة مسيرة الكفاح السلمي على مختلف الأصعدة، بغرض إيصال صوت القضية الصحراوية لدول العالم، وتبني موقف موحد وداعم لمبدأ تقرير المصير وافتكاك الاستقلال. وأكد ممثل بعثة نشطاء حقوق الإنسان وأعضاء المقاومة الشعبية في الأراضي المحتلة للصحراء الغربية السيد محمد صالح أعلي أمنو في ندوة صحفية عقب استقبالهم من طرف اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي بمناسبة إحياء الذكرى ال37 لاندلاع الكفاح المسلح التشبث بخيار مواصلة النضال والوقوف في وجه الاحتلال، رغم المعاناة الكبيرة للشعب الصحراوي بالأراضي المحتلة، موضحا أن الأوضاع تستدعي تحركا حثيثا على كافة الأصعدة لكسب المزيد من التأييد الخارجي للقضية. كما أشار إلى أن زيارة الوفد إلى الجزائر ترمي لتسليط الضوء أكثر ونقل صورة على الأوضاع اللاإنسانية التي يعيشها الشعب الصحراوي جراء القمع المغربي، والطوق المفروض على الصحراويين على كافة الأصعدة، منوها في السياق بالمواقف الثابتة للجزائر شعبا وحكومة في دعم القضية الصحراوية عبر المحافل الدولية لتقرير مصير الأراضي المحتلة. وقال محمد صالح أعلى أمنو النائب الثاني لرئيس لجنة الدفاع عن حق تقرير مصير الشعب الصحراوي إن مثل هذه المواقف تزيد من همة وثبات الصحراويين على التمسك بهذا الخيار إلى غاية افتكاك الحرية والاستقلال''. ومن جهتهم، أكد نشطاء الانتفاضة الذين تم تعذيبهم من طرف الشرطة المغربية كفاطمتو الحاج المناضلة الحقوقية التي تعرضت للتعذيب، أن ذكرى اندلاع الكفاح المسلح بالأراضي المحتلة الصحراوية يعكس جهود وتطلعات الشعب الصحراوي لنيل الاستقلال، مشيرة إلى الظروف الصعبة التي تحياها المرأة الصحراوية منذ سنة 1975 إلى 2010 جراء عمليات التعذيب والقمع والاعتقالات التي راح ضحيتها العديد من المناضلات تم التنكيل بهن في السجون المغربية. كما اعتبرت فاطمتو الحاج أن هذه الزيارة تعد تأكيدا صارما على الاستمرار في نهج النضال السلمي والحقوقي قصد الوصول إلى الهدف المنشود والمتمثل في الاستقلال مضيفة أن هذه الزيارة تحمل شقا آخر يتمثل في صلة الرحم مع مخيمات اللاجئين بتندوف منذ 30 سنة من الانقطاع. وبخصوص المضربين عن الطعام بالسجون المغربية، قالت الناشطة الحقوقية أنهم لازالوا على ماهم عليه لليوم ال,41 كما تم الافراج عن 03 رفاق فيما لا تزال مجموعة من المعتقلين (حوالي أكثر من 50 معتقلا) قابعين بالسجون يعانون الحرمان والتعذيب. وبدوره أكد رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي السيد محمد محرز العماري أن الاحتفال بالذكري ال37 لاندلاع الكفاح المسلح في الأراضي المحتلة والمخيمات يجعلنا نتقاسم إحياء هذه المناسبة مع الصحراويين بتوجيه رسالة قوية للمجتمع الدولي، ورسالة أخوة للشعب الصحراوي باستقبال وفد جماهيري من الأراضي المحررة ومقاومين من الأراضي المحتلة، موضحا أن الجزائر الرائدة في الكفاح الثوري كانت ولا تزال أرض استقبال القضايا العادلة من أجل الاستقلال والحرية، وهو ما ذكره رئيس الجمهورية السيد عبدالعزيز بوتفليقة عشية الاحتفال بعيد الطالب 19 ماي .1956 وللإشارة قام الوفد الصحراوي بزيارة معرض الصور الذي دشنه سفير الجمهورية العربية الصحراوية بالجزائر السيد ابراهيم غالي بمقر البعثة الصحراوية الجزائرية بمركز الشهيد محمد فاضل اسماعيل للإعلام بالعاصمة حيث وقف الوفد على مختلف الصور المخلدة لبشاعة القمع المغربي للصحراويين وكذا مختلف النشاطات التي يقوم بها النشطاء الصحراويون على الصعيدين المحلي والدولي. ويعد هذا الوفد الصحراوي الخامس من نوعه الذي يزور الجزائر لهذه السنة في إطار المساعي والجهود الرامية لتحقيق مبدأ تقرير المصير والاستقلال.