أكد عشرة مناضلين صحراويين ونشطاء في مجال حقوق الإنسان وسجناء سياسيين سابقين قضوا عدة سنوات في مختلف سجون المملكة المغربية أن انتفاضة المدن المحتلة تدخل ضمن مسعى متكامل لدعم المفاوضات المباشرة بين جبهة البوليزاريو والمغرب من أجل تقرير مصير الشعب الصحراوي. ونشط السجناء السياسيون السابقون والمناضلون من اجل حقوق الإنسان الذين قدموا من الأراضي الصحراوية المحتلة بدعوة من اللجنة الوطنية لمساعدة ودعم الشعب الصحراوي ندوة مشتركة على هامش المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني للتنديد بانتهاكات حقوق الإنسان من قبل سلطات الاحتلال المغربية والدفاع عن قضية الصحراويين من أجل تقرير المصير. وأكد النعمة أصفاري رئيس اللجنة من أجل الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان الصحراوي والناطق باسم مجموعة المناضلين الصحراويين أن الاحتلال المغربي "عمل على تشييد جدار صمت من أجل التستر على تجاوزات وخروقات مصالح الأمن المغربية والانتهاكات المتكررة لحقوق الإنسان بالأراضي الصحراوية المحتلة". وقال النعمة أصفاري أن "كل الوسائل تعتبر شرعية بالنسبة لنا لانتزاع حقوقنا" موضحا أن "اللجوء إلى الوسائل السلمية دليل على الالتزام الثابت للمواطنين الصحراويين بالأراضي المحتلة بمسعى ممثلهم الشرعي جبهة البوليزاريو". وقال أصفاري أن "الأفارقة الحاضرين في هذا المهرجان الثقافي مدعوون لمساندة كفاح الصحراويين مثلما قام بذلك أسلافهم في 1969 في الجزائر عندما كانت بلدان افريقية لا يزال تحت نير الاستعمار". وكشف مامي عامر سالم المناضل الصحراوي من مدينة الدخلة المحتلة الذي سجن عدة مرات بين 2004 و2009 انه تعرض إلى "أسوء" المعاملات وأساليب التعذيب والقهر المعنوي والنفسي لا لسبب إلا لأنه دافع عن حق تقرير مصير الشعب الصحراوي. وأكد أحمد ناصري المناضل الصحراوي الآخر من أجل حقوق الإنسان الصحراوي والسجين السابق أن حضور المناضلين الصحراويين العشر إلى الجزائر يعد "ثمرة كفاح شعب بأكمله بالأراضي المحتلة وتضحيات جسام من أجل تحسيس الرأي العام الدولي بحقيقة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية". وأشار نائب رئيس تجمع المناضلين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية علي سالم تامك أن طرق كفاح الانتفاضة "متعددة" رافضا الأطروحات التي تؤكد فقدان طاقتها. وأضاف أن الدليل على ذلك أن مجموعة من السجناء السياسيين الصحراويين يشنون إضرابا عن الطعام منذ 62 يوما بسجون المملكة المغربية وقال أن كل ذلك يصب في سياق الإبقاء على وهج هذه الانتفاضة بهدف إسماع صوتهم لكل العالم أن شعبا يقهر في الصحراء الغربية". واستشهد السجناء السياسيون السابقون بممثلين عن الصحافة الأجنبية حول سوء المعاملات من قبل مصالح الأمن المغربية فور عودتهم إلى مدنهم بالأراضي المحتلة. وأكد علي سالم "لم نرتكب أي خطأ" مادام الكفاح من أجل الاستقلال هو حق شرعي لكافة الشعوب. وأعلن رئيس اللجنة الوطنية لمساعدة ودعم الشعب الصحراوي محرز العماري عن تنظيم ندوة دولية حول الصحراء الغربية من 10 إلى 14 ديسمبر القادم وإحياء عملية التوأمة بين الجزائر العاصمة والعيون في 14 جويلية المقبل بحضور صحراويين من مخيمات اللاجئين ومن مدينة العيونالمحتلة.