توالت الشهادات الحية للناجين من جحيم مجزرة أسطول الحرية ضمن حقائق زادت من تشويه صورة إسرائيل الدموية وكشف وجهها الإجرامي لكن هذه المرة على لسان رعايا غربيين محايدين مما يعطي لشهاداتهم مصداقية أكبر كونهم يتكلمون بضمير إنساني لا خلفيات سياسية تحركها.ووصف سرجان ستوكيلجكوفيتش المصور الصحفي الصربي الذي كان ضمن قافلة الحرية، الهجوم الإسرائيلي ب''الدامي'' ونعت ما حدث على سطح سفينة ''مرمرة'' التركية بأنه أشبه ب''مشهد لنهاية العالم'' حتى يعبر عن درجة الهمجية التي تعامل بها جنود إسرائيليون ملثمون لم يجرؤوا حتى على كشف وجوههم لكنهم عاثوا في سفن أسطول الحرية فسادا. وقال المصور الصربي لدى عودته إلى العاصمة بلغراد ليلة الخميس إلى الجمعة ان ''كل شيء تم في لمح البصر بدأ وكأنه سفر على متن باخرة من دون قصص وانتهى إلى مشهد من مشاهد نهاية العالم''. وروى المصور سرجان كيف تسلل عناصر قوة الكوموندو إلى سطح السفن من دون أحداث أي ضجة قبل أن يشرعوا في إلقاء القنابل الصوتية في محاولة لترعيب ركابها تبعتها عملية الإنزال من طائرة مروحية كبيرة مما أثار هلعا كبيرا وسط المتضامنين. وقال ستوجيلجكوفيتش أن الكوموندو الإسرائيلي نزل عناصره الواحد تلو الآخر وبدأوا في إطلاق النار عشوائيا. وأكد أن احد المتضامنين قتل برصاصة في الرأس بما يؤكد النية المبيتة بالقتل. وواصل المصور الصربي تقديم شهادته وقال انه تم فصل الصحفيين عن باقي المتضامنين في حين تعرض المشاركون من الجنسيات العربية إلى معاملة جد قاسية مقارنة بنظرائهم من الدول الغربية. وجاءت شهادة المصور الصربي متطابقة مع الشهادات التي ادلى بها معظم الناجين من جحيم أسطول الحرية وفندت بذلك الادعاءات الإسرائيلية بأن قواتها تعرضت لهجوم من قبل المتضامنين. وعادت الصحف الإسرائيلية الصادرة أمس بالتفصيل إلى وقائع الهجوم على أسطول الحرية حيث تطرقت إلى تحضيراته وطريقة حدوثه وتبعاته. وفي هذا السياق كشفت ''ايهودوت احرنوت'' أن قوات الاحتلال شرعت في تحضيرات تمت على مستوى عال منذ شهر فيفري الماضي لإفشال مهمة أسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة. وأضافت الصحيفة ان حكومة الاحتلال حاولت في بداية الأمر منع انطلاق أسطول الحرية برعاية أصوات دبلوماسية وهو ما جعلها تكثف من تحركاتها لدى تركيا لكن مساعيها باءت بالفشل الذريع. واكدت الصحيفة ان قرار مهاجمة سفينة ''مافي مرمرة'' التركية التي شكلت مسرحا للمجزرة الدامية في عرض المياه الدولية اتخذه قائد الكومندوس في البحرية الإسرائيلية بهدف مباغتة المشاركين قبل طلوع النهار رغم ان ذلك يضع اسرائيل في قفص الاتهام بشن عملية قرصنة بحرية. وبحسب احرنوت فإن تسجيلات مصورة التقطها ركاب على متن سفينة وخربتها قوات الاحتلال أظهرت أن متضامنين حموا جنود إسرائيليين تم احتجازهم وتجريدهم من أسلحتهم. من جانبها أشارت صحيفة ''هاريتس'' إلى أن المتضامنين تمكنوا لفترة موجزة من احتجاز ثلاث جنود إسرائيليين وتجريدهم من أسلحتهم. وتزامنا مع ذلك تواصلت الدعوات المطالبة بضرورة فتح تحقيق دولي لمعرفة ملابسات الهجوم حيث دعا طوني بلير مبعوث اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط إلى فتح تحقيق ''نزيه وفوري'' يتسم بالمصداقية والشفافية في هذا الهجوم. ولكن بلير الذي أكد على ضرورة تخفيف الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع عزة اعتبر انه من الضروري وضع استراتيجية لغزة تهدف لمساعدة الناس ولعزل المتطرفين في إشارة إلى حركة حماس. مقابل ذلك دعا إسماعيل هنية رئيس حكومة ''حماس'' إلى مواصلة إرسال المزيد من القوافل الإنسانية لكسر الحصار المفروض منذ ثلاث سنوات على قطاع غزة وقال للمشاركين في أسطول الحرية أن ''رسالتكم وصلت ومساعداتكم وصلت أيضا وقد تمكنت من كسر الحصار السياسي والإعلامي ولديكم الحجة المقنعة لرفع الحصار الاقتصادي عن قطاع غزة.