يعتبر أحد الناجين من الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية التضامني مع غزة، لم يكن الناجي فقط بل نجح وخدع الإسرائيليين في كشف جزء من جريمتهم النكراء في حق الأبرياء صورا،.. عبد الحليم معمر مصور الشروق يتكلم عن كيفية إخفائه لبطاقات ذاكرة كاميرته في هذا الحوار.. ما محتوى الفيديو الذي استولت عليه إسرائيل بعدما تم اكتشافه؟ الفيديو المصادر من طرف إسرائيل كان يمتد على مدار ساعة من الزمن، وكان الأهم على الإطلاق نظرا لمحتواه الكبير والمهم جدا، والذي يفضح الجريمة الصهيونية المرتكبة في حق المتضامنين، الذين حاولوا الدخول لغزة وكسر الحصار عنها، حيث يحتوي على تصوير لعملية الإنزال كاملة، من أول دقيقة وكذلك كل ما جرى على ظهر السفينة في تلك اللحظات، كما صورت فيها دفاع المتضامنين عن أنفسهم بخراطيم المياه، وكيفية صعود الجنود الإسرائيليين من قواربهم إلى متن السفينة، إضافة إلى صور عن الشهداء الخمسة، وأذكر جيدا صورة لمحتها وأنا أحاول التقاط المزيد من الصور لشهيد تركي كانت والدته تسند رأسه في حجرها، وأبوه يجلس أمامها وهما صامتين وكأن من لفظ أنفاسه أمامهما لا يعنيهما، وقالا لي لن نبكي على ابن نذرنا روحه لله وللقضية الفلسطينية، والحيز الأكبر الذي احتوته بطاقة الذاكرة المنتزعة كان للجرحى، حيث حاولت أخذ تصريحات لجلهم في دقيقة لكل جريح أو ثواني، وهم يتلقون الإسعافات الأولية من الطاقم الطبي المرافق للأسطول، وأذكر أنني تكلمت مع حوالي 50 جريحا . كان على متن مرمرة مصورين من قنوات فضائية كبيرة وكذا مصورين تابعين لمنظمة " ايهاها " ، هل تعتقد أنهم لم يلتقطوا صورا للجريمة؟ أنت قلتها مصورين لقنوات فضائية كبيرة، على رأسهم الجزيرة، ويملكون أجهزة متخصصة، ولا أعتقد أنه يوجد مصور لإحدى تلك القنوات لم يصور الجريمة، ولم يكن هدفه الأول الحصول على صور لم يلتقطها زميله، غير أن اليد الصهيونية لم تترك لهم شيئا بعدما انتزعت كل ممتلكاتهم من كاميرات وآلات تصوير وحتى الهواتف النقالة التي التقطت الكثير من آثار العمل الشنيع للكيان الإسرائيلي على سطح سفينة مرمرة، كما صور العديد من المتضامنين على الأقل عملية الإنزال ومحاصرة القوى البحرية الإسرائيلية لأسطول الحرية، لكن مصيرها لم يختلف سواء عن مصير ما صورته القنوات أو مصير كاميرات " ايهاها " التي كانت بالعشرات على متن السفينة . لكن لما تنجح أنت في إيصال جزء من الجريمة صورا، ويفشلون هم؟ اصطحبت معي كاميرتين، واحدة كبيرة، والثانية صغيرة، وكنت أحتفظ بالأولى داخل حقيبتي في الغرفة وصورت بها مع بداية انطلاق الأسطول، لكن مع وصول خبر إمكانية محاصرة الكيان الصهيوني للسفن وقصفها، تركتها في حقيبتي، في حين كنت أضع الثانية في يدي كل الوقت، حيث لم أكن أتركها حتى وقت الصلاة، وكنت أصلي وهي بيدي، مما سهل لي تصوير عملية الإنزال، وكذا الإسعافات التي قام بها طاقم مرمرة للمصابين قبل أن يتم نقلهم في الطائرات، كما نقلت خلالها كل الصور الخاصة بالدماء التي كانت تغطي ظهر السفينة، وكنت أصعد لالتقاط بعض الصور وأعود لنزع بطاقة ذاكرة الكاميرا وأخفيها في إحدى طبقات حذائي البلاستيكية، غير أنني للظروف التي زامنت إخفائي لها لم أخف إحداها جيدا وهو الأمر الذي كشفه جهاز السكانير الإسرائيلي، ولأن باقي المصورين كاميراتهم كانت تعمل بأشرطة كبيرة يصعب إخفاؤها، وكذا بالنسبة للمتضامنين لم يكن هدفهم تهريب الصور، لذا لم تصل الكثير منها . هل رأيت مصورين آخرين يلتقطون الصور لعملية الإنزال؟ أكيد رأيت العديد من المصورين وهم يلتقطون الصور وأذكر مصور الجزيرة الذي كان أمامي عدة مرات، خاصة أثناء عملية الإنزال، وأثناء تلقي الجرحى للإسعافات، كما شاهدت مصورين متضامنين ومصورين تابعين لبعض الفضائيات المرافقة للأسطول، وهي تلتقط الصور لمحاولة هجوم الجنود الإسرائيليين البحري، والذي كان من خلال القوارب التي أحاطت بسفينة مرمرة التي كانت تقل الركاب، لكن أعتقد أنهم جميعا جردوا من الصور التي التقطوها لأنهم كانوا يشتغلون بكاميرات كبيرة .