نشرت شبكة الأخبار الاقتصادية الجزائرية على موقعها الالكتروني نتائج بحثها الاستبياني حول مدى اهتمام المؤسسات الاقتصادية الجزائرية بتسويق منتوجاتها بواسطة الانترنت، وأفادت أن أزيد من 83.6 بالمائة من المؤسسات الفاعلة في الساحة الاقتصادية الوطنية لا تهتم بتسويق نشاطاتها الاقتصادية على شبكة الإنترنيت، وأن ما لا يقل عن 40 بالمائة منها لا تملك مواقع إلكترونية خاصة بها، أما البقية التي لديها مواقع خاصة بها فهي غير مستحدثة بشكل مستمر. وحسب المصدر فإن عددا من خبراء تكنولوجيا الإنترنيت في الجزائر أجمعوا على أهمية تفعيل الهيئات الاقتصادية الحكومية والخاصة لمواقع إلكترونية لضمان تسويق افضل لمنتجاتها لدى المستهلك المحلي والأجنبي، واستشهدت الدراسة الاستبيانية برأي الخبير الاقتصادي محمد عباسي الذي قال إن السوق الجزائرية يمكنها أن توفر التكاليف المالية والزمنية الناجمة عن عملية التسويق التقليدية لو تكثف المنظومة الاقتصادية الجزائرية اهتمامها في مسايرة تكنولوجيا الإنترنيت الحديثة ويقوم أغلب رجال الأعمال الجزائريين بالتنقل شخصيا نحو الخارج بغية التفاوض لتسويق منتجاتهم، وبالمقابل نجد شركات أجنبية عديدة تقوم بتسويق منتجاتها المختلفة عن بعد من خلال مواقعها الإلكترونية الخاصة بها. وحسب رأي الخبيرة التكنولوجية نعيمة دمرجي فإنه يجب على كل الهيئات الاقتصادية الفاعلة في الجزائر أن تهتم بمواقعها الإلكترونية مع ضرورة تحديثها بشكل مستمر، لأن ذلك يعطي مصداقية أكبر لتلك الشركات أمام عملائها، كما أنه يوفر لها الجهد والمال في التواصل معهم. وقالت المتحدثة إن الحكومة الجزائرية وحدها لا يمكن لها تفعيل حركية السوق المتثاقلة، بل يجب على جميع الفاعلين الاقتصاديين الجزائريين أخذ المبادرة والتركيز بشكل كبير على الجانب التكنولوجي في تسويق منتجاتهم إن أرادوا فعلا دخول المنافسة الاقتصادية الدولية بأرخص التكاليف وأكبر المكاسب. وأشارت إلى عوامل كانت وراء إهمال السوق الجزائرية لتكنولوجيا الإنترنيت خلال حركيته المعهودة، من بينها عامل الفوضى والمضاربة الذي خلق لوبيات اقتصادية حددت معالم هذا السوق، مما جعل العديد من الأفراد المستثمرين يسوّقون خدماتهم ومنتجاتهم الاقتصادية المختلفة دون إتباع أساليب علمية مبرمجة. وأضافت الدكتورة نعيمة دمرجي أن تغييب البحث العلمي في مجال تكنولوجيا الإنترنت كان له أثر سلبي على ترقية وتطوير الممارسة التكنولوجية في الساحة الاقتصادية الجزائرية. وقصد تسليط الضوء على الواقع التكنولوجي لدى مختلف الهيئات الاقتصادية الفاعلة في الجزائر، قامت الشبكة بزيارة مواقع إلكترونية خاصة ببعض الشركات فوجدت أنه لم يتم تحديث معظمها، وعزت متحدثة باسم إحدى الشركات هذا التقصير التقني إلى أسباب موضوعية تتعلق بحاجة الشركة إلى خبراء متخصصين في مجال التسويق الإلكتروني.