قررت ميكروسوفت الجزائر توسيع نشاطها الاستثماري والرهان على المشاريع الاستراتيجية التي تسمح لها باحتلال موقع يليق بتطلعاتها في الخارطة الرقمية.. وهي مسألة تعيرها الجزائر الاهتمام البالغ وتراها أكثر من ملحة في مجتمع المعلومات. وتتجاوب هذه الحركية الاستثمارية مع التحول الذي تعيشه الجزائر في ظل الإصلاح والتقويم، يكشف عنه التشريعات والآليات المعتمدة في سبيل تهيئة مناخ الأعمال وبناء مجتمع تتحكم فيه تكنولوجيات الإعلام والاتصال التي صار معيارا أساسيا في رفع الآداء الاقتصادي، وخلق الثروة والقيمة المضافة والعمل. وذكر سمير سعيد المدير العام ل ميكروسوفت الجزائر''، بهذا التحول، وأكد أكثر من مرة، على الجهود المبذولة من قبل المؤسسة، الشريك الأساسي في مجتمع المعلومات والنظام الرقمي الذي تعمل الجزائر المستحيل لإقراره، وسدّ الفجوة التي تعمق الفارق بينها والأمم الأخرى، وهي فجوة كرستها العشرية السوداء التي عطلت مسار البناء والانماء، وكادت أن تدخل البلاد في دوامة الفتنة والفوضى والجنون. وتسعى الجزائر جاهدة، لتجاوز تداعيات المأساة الوطنية بالمصالحة والتضامن الوطني، وتغليب الطرح السياسي الذي يعالج الأزمة من جذورها بدل الإكتفاء بالأمني الذي أثبت محدوديته. وبحثا عن روح المهنية والاحتراف، وتوسيعها، لم تتوقف ميكروسوفت الجزائر لحظة عن المشاركة في المنتديات والملتقيات، غايتها مد جسور اتصال وتواصل مع المتعاملين من مختلف الشعب والمجالات. وتنظر ميكروسوفت لهذه الملتقيات كفضاءات لتعميم التجربة، وكسب الرواج، والاستفادة من تجارب الآخرين، كما ترى في اللقاءات فرصة ذهبية لمد علاقات شراكة منتجة، لا تكتفي بتسويق المنتوج تجاريا، لكن تعميم برامج تعرض حلولا عملية لتعقيدات وعمليات تخص الإعلام الآلي وتكنولوجيات الاتصال بصفة عامة. ومن خلال هذه المهمة، لا تكتفي ميكروسوفت بتسويق تشكيلاتها المتنوعة الرائدة في القطاع التكنولوجي، بل تضمن خدمات ما بعد البيع، وهي تتولى وتحرص على اعطاء الصيانة الأولية والاستعجال، وتكسب من ورائها ثقة المتعاملين الذين يشترطون النوعية والسعر التنافسي وليس أي شيء يعرض عليهم وبأي كيفية. من هذه الزاوية تفهم مشاركة ميكروسوفت الجزائر في الطبعة ال11 للقاء الخاص بمنطقة شمال إفريقيا الشرق الأوسط، وهو اللقاء الذي جرى ب ''كان'' الفرنسية، ووجه لحساب المهنيين والمتعاملين وزبائن ميكروسوفت، المؤسسة الأمريكية الرائدة في برامج المعلوماتية على طول. ونجحت في الإبقاء على الريادة بفضل سياسة التجديد، والاستراتيجية الطويلة الأمد، التي لا تكتفي بما تنجز ولا تتوقف عن النتائج، لكنها تستمر في روح التجديد والابتكار، لمواجهة أي طارئ تفرضه حالة المنافسة المشتدة عن آخرها، زادتها حمى انفتاح السوق على المحيط السريع التغير، تحت دفع اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي في انتظار الانضمام إلى منظمة التجارة. ولخص سمير سعيد، استراتيجية ميكروسوفت الجزائر، بالقول أنها ترتكز على الشراكة كوسيلة لاقتراح الحلول لمسائل توظيف تكنولوجيات الإعلام والاتصال، المعركة المصيرية للمؤسسات الجزائرية. وقال مدير ميكروسوفت الجزائر، إن الشراكة التي أقامت شبكة تعاون وشراكة مع المتعاملين، لم تتوقف عن حملات التحسيس وتعبئة رأسالمال الثابت. وهي تطلع على الدوام المتعاملين برؤيتها لتوظيف تكنولوجيات الإعلام والاتصال، وكيفية تجسيد مشاريعها في الميدان، بروح واقعية وخطوات ثابتة متأنية لا تقبل الارتجالية والبريكولاج. تأسست ميكروسوفت الرائدة في منظومة الإعلام الآلي سنة ,1975 وأنشأت فرع شمال إفريقيا والشرق الأوسط في عام ,1982 وهي تراهن من خلال ميكروسوفت الجزائر على توسيع استثماراتها في بلادنا، بوابة إفريقيا الرئيسية، ومحركة المشروع الأورو متوسطي، الذي ولد الاتحاد من أجل المتوسط. ووضعت ميكروسوفت الجزائر مشاريعها الاستثمارية في بلادنا، مدركة أنها تحمل قيمة لا تقدر بثمن في تشييد مجتمع المعلومات، وهو مجتمع وضعته الإصلاحات الجزائرية نصب الأعين، وتهون أمامه كل الحسابات.