وقّعت الجزائر والنيجر أمس على مذكرة تفاهم في مجال الأشغال العمومية تقضي بتشجيع التعاون والتنسيق بين المؤسسات والمخابر ومكاتب الدراسات العاملة في مجال المنشآت القاعدية بالبلدين قصد ترقية تكوين ورسكلة طاقتهما البشرية. كما يهدف الاتفاق الذي وقعه كل من وزير الأشغال العمومية السيد عمار غول ووزير التجهيز لجمهورية النيجر السيد أمادو ديالو في ختام زيارة هذا الأخير للجزائر، إلى ترقية التبادل الدائم للمعلومات والتوثيق وتبادل الخبرات والتجارب العلمية والتقنية وتنظيم الدورات التكوينية لفائدة إطارات القطاع وتحسين أدائهم. وسيسمح الاتفاق أيضا بتقوية التنسيق بين البلدين في انجاز آخر شطر من الطريق العابر للصحراء، مع تعزيز التبادلات الاقتصادية والتعاون الثنائي بين البلدين وإعطائه الطابع الاستراتيجي علاوة على تشجيع تحقيق الاستقرار والأمن بالمنطقة. وبالمناسبة أعلن السيد عمار غول عقب حفل التوقيع بأن الجزائر التي قامت بتمويل الدراسات التقنية الخاصة بشطر الطريق العابر للصحراء بين أسماكا وأرليت بشمال النيجر، ستشرع في تكوين وتأطير المكونين والمهندسين النيجريين المختصين في بعض فروع الاشغال العمومية، مجددا التزامها ببذل كافة الجهود لاستكمال الشطر الأخير من هذا المشروع الإفريقي الضخم والذي يمتد فوق الأراضي النيجرية على مسافة 223 كلم. وكان الوزيران قد أكدا أول أمس بأن الأشغال الخاصة بهذا المقطع المتبقى من الطريق العابر للصحراء، ستنطلق مع بداية العام المقبل بعد أن تمكنت لجنة الإتصال التي تضم الدول الست المعنية بهذا المشروع القاري خلال اجتماعها في 19 ماي المنصرم بنيامي، من إقناع مؤسسات مانحة وهيئات تمويل افريقية وعربية، على غرار البنك الإسلامي للتنمية وبنك التنمية العربية والبنك الإفريقي للتنمية بالمساهمة في تمويل أشغال هذا الشطر المتبقى منه، ومنحها ال100 مليون دولار، التي كان يحتاجها من اجل استكمال تهيئته. ويندرج مشروع الطريق العابر للصحراء الممتد من الجزائر إلى لاغوس بنيجيريا على مسافة 4600 كلم ويعبر 6 دول هي، الجزائر، تونس، التشاد، مالي، النيجر ونيجيريا، في إطار ديناميكية ترقية التعاون جنوب - جنوب وتجسيد روح مبادرة الشراكة الجديدة للتنمية في إفريقيا ''نيباد''، حيث تراهن عليه الدول الإفريقية من أجل تنشيط الحركة الاقتصادية البينية وفتح فضاءات لتطوير علاقاتها الاقتصادية ومبادلاتها في مختلف المجالات، لا سيما وان المشروع سيرفق بمشاريع قارية في قطاعات أخرى، مثلما هو الحال بالنسبة لمشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء، ومشروع مد الألياف البصرية من الجزائر إلى لاغوس. وفضلا عن أبعاده الإقتصادية والاجتماعية، فإن المشروع سيساعد على تعزيز التعاون والتنسيق الميداني في المجال الأمني بين دول القارة بشكل عام ودول الساحل الإفريقي بصفة خاصة، سواء فيما يتعلق بجانب التعاون في مجال مكافحة الإرهاب أو في مجال محاربة مختلف أشكال التهريب ومراقبة الحركات المشبوهة عبر المناطق الحدودية. وفي هذا السياق؛ أشار وزير التجهيز النيجري إلى أن زيارته إلى الجزائر سمحت بتباحث كل التفاصيل المتعلقة باستكمال الطريق العابر للصحراء، مؤكدا بأن إطلاعه عن قرب على بعض مشاريع المنشآت القاعدية المنجزة في الجزائر سمح له بالاستفادة من الخبرة الجزائرية في مجال المشاريع التابعة لقطاع الأشغال العمومية. وقبل مغادرته الجزائر استقبل السيد أمادو ديالو من قبل الوزير الأول السيد احمد أويحيى، كما جمعته مباحثات مع الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية السيد عبد القادر مساهل الذي أكد بأن مشروع الطريق العابر للصحراء الذي سيربط شمال إفريقيا بغربها سيكون له انعكاسات ايجابية على الجزائر والنيجر وكذا القارة الإفريقية برمتها، لا سيما من خلال إبراز قدرات افريقيا على تحقيق مشاريع من هذا الحجم، في حين نوه الوزير النيجيري من جهته بالدور الحاسم الذي لعبته الجزائر لإنجاح المائدة المستديرة المخصصة لتمويل المشروع، مجددا شكره الخاص وشكر سلطات بلاده للسلطات الجزائرية ولرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بشكل خاص نظير حرصه الشخصي على إنجاح مشروع الطريق العابر للصحراء. وكان الوزير النيجري الذي شرع في زيارته للجزائر يوم السبت المنصرم، قام رفقة الوزير عمار غول بزيارات ميدانية لبعض المشاريع الجاري انجازها بالجزائر، على غرار مشروع ازدواجية الطريق الوطني رقم 36 الرابط بين عين البنيان وبوفاريك ومشروع تهيئة جسر ونفق أولمان خليفة بالعاصمة، حيث عبر عن إعجابه بنوعية هذه المشاريع واعتبرها نموذجا يمكن أن تستفيد منه بلاده.