تعد سفينة ''كري دوارسي'' الأندونيسية التي رست أمس بميناء الجزائر وعلى متنها ضباط وبحارة وطلبة، تحفة فنية، تعود بنا إلى خمسينات القرن الماضي، وتؤكد ''ثقافة البحر'' التي يمتلكها الأندونيسيون، كما سيشكل توقفها فرصة لأفراد البحرية الوطنية للاطلاع على التقنيات وتبادل التجارب مع البحرية الضيفة. ورغم أن توقف السفينة لثلاثة أيام غير رسمي ولا ينتهي بتمارين مشتركة مثلما عهدناه مع سفن حربية أخرى، غير أن وجود سفينة عتيقة بميناء الجزائر يمكّن أفراد البحرية الجزائرية من الاطلاع عن قرب على جانب من صناعة السفن الحربية، وخبرة الحياة في البحر، ويعد هذا التوقف الثالث من نوعه بالنسبة للسفن الأندونيسية منذ 2003 حسب رئيس خلية الاتصال بقيادة القوات البحرية بالنيابة الرائد محمد قدور، الذي ذكر أن الزيارة تدخل في إطار التعاون العسكري بين الجيش الوطني الشعبي ممثلا في بالقوات البحرية الجزائرية والقوات البحرية الاندونيسية. وعقب وصول السفينة قام قائدها المقدم ''سوهارتو لاجيد'' بزيارة مجاملة لقائد الواجهة البحرية الوسطى العميد محمد قلمامي وفق ما تتطلبه التقاليد البحرية، حيث تحادث القائدان عن الرحلة التي انطلقت من اندونيسيا وتوقفت في طريقها بالعديد من الموانئ الآسيوية والعربية. وتعد سفينة المدرسة الأندونيسية ''كري دوارسي'' ذات الأشرعة تحفة حربية تم تصنيعها خلال خمسينيات القرن الماضي وبدأت الخدمة في 9 جويلية ,1953 حيث يبلغ وزنها 810 أطنان، وطولها 3,58 مترا وعرضها 5,9 أمتار، وطول الجزء العائم منها 23,4 أمتار وسرعتها 9 عقد بحرية، كما تحمل على متنها 8 ضباط و80 ضابط صف وجنود بحارة وكذا 78 طالباً. وتفيد مصادر من البحرية الوطنية أن ''السفن المدارس'' التي زارت الجزائر قليلة وآخرها السفينة التونسية، وحسب المعطيات التكتيكية التقنية للسفينة فإنها تتلاءم وطبيعة الوظيفة التي تؤديها هذه الباخرة التي تحافظ على الطابع التقليدي من حيث الأشرعة، التي تضفي على السفينة طابعاً تراثياً، يؤكد صلابة وقوة صنعها ومقاومتها، وتؤكد خبرة الأندونيسيين الكبيرة في صناعة السفن، لاسيما وأن أندونيسيا هي عبارة عن أرخبيل وسط مياه المحيط الهندي يتكون من 175008 جزيرة، ستة آلاف منها مأهولة. للإشارة فإن طاقم السفينة زار أمس بعض المعالم التاريخية والثقافية وأجرى مقابلة مع نظيره الجزائري، ويغادر غدا.