غادرت يوم الخميس ميناء الجزائر، السفينة الشراعية المدرسة «كري ديواروسي» التابعة للقوات البحرية الأندونيسية مبحرة إلى ميناء مالاغا بإسبانيا، بعد زيارة مجاملة دامت يومين، ضمن جولة تستمر أكثر من 8 أشهر، تقوم بها إلى 19 بلدا، تتوقف خلالها في 26 ميناء. وأثناء هذه الزيارة التي تعدّ الثانية من نوعها منذ سنة (2005) والتي تندرج في إطار تعزيز العلاقات بين الجزائر وأندونيسيا بوجه عام، وبين القوات البحرية للبلدين بصفة خاصة، تم فتح السفينة المدرسة لضيوف سفيرة أندونيسيا السيدة «يولي مومبوني ويدارسو»، حيث نظمت بالمناسبة حفل استقبال على متنها حضره العديد من سفراء الدول المعتمدين بالجزائر وبعض الملحقين العسكريين، إلى جانب ضباط من قوات البحرية الجزائرية، وهي الدعوة التي مكّنت الضيوف من التعرّف على جانب من جوانب التراث والفلكلور الأندونيسي، من خلال رقصات شعبية ولوحات فنية تمثل بعض مناطق هذا البلد الواسع الأرجاء الذي يتكون من أكثر من 1700 جزيرة، والكبير في ذات الوقت من حيث المكانة التي بات يحتلها خصوصا على مستوى القارة الآسيوية. وكان من البديهي أن يتجاوب الضيوف مع العروض الفنية الفلكلورية التي حوّلت جزءا من السفينة إلى حلبة للرقص، حيث أبدع صانعو الفرجة في الكشف عن جزء ضئيل جدا من مخزون التراث الثقافي والفني الذي تزخر به أندونيسيا، والضارب في أعماق التاريخ، فيما كان توقف هذه السفينة بميناء الجزائر، فرصة لطلبة البحرية الجزائرية من التعرّف عليها. أما طاقم السفينة المدرسة فقد أتيحت له الفرصة بدوره، لزيارة بعض المعالم التاريخية للجزائر العاصمة، وإجراء مباراة في كرة القدم جمعته بفريق من البحرية الجزائرية. وكانت السفيرة السيدة «ويدارسو» قد شدّدت في كلمة الترحيب التي ألقتها على متن السفينة على متانة العلاقات الجزائرية الأندونسية، وقدّمت باسمها وأصالة عن كل طاقمها للسلطات الجزائرية وبصفة خاصة للقوات البحرية خالص التشكرات على كل التسهيلات التي سمحت بتوقف السفينة المدرسة وهي «أحد مفاخر أندونيسيا»، حسب تعبيرها. هذا، وكان قائد السفينة المقدم «سوهارتو»، قد أدّى عشية مغادرتها الجزائر، زيارة مجاملة لقائد الواجهة البحرية الوسطى العميد قلمامي محمد. وتجدر الإشارة في الأخير، إلى أن السفينة الشراعية الأندونيسية التي صنعت بألمانيا سنة 1952 دخلت الخدمة في جويلية 1953، يبلغ طولها 3،58 متر، وعرضها 9,5 متر، ووزنها 810 طن، أما الجزء العائم منها فيقدر بنحو 4,23 متر، وتبلغ مساحة الشراع 1091 متر مربع، وسرعتها 9 عقد بحرية، ويتكون طاقمها من 8 ضباط و80 ضابط صف، وتحمل على متنها 78 طالبا، وبعد سنوات طوال من الخدمة المقدّمة لسلاح البحرية الأندونيسية في مجال التكوين ها هي تستعد لدخول عهد التقاعد.