كما هو حال باقي المدن الجزائرية، لفحت حمى المونديال مدينة وهران وأحياءها وخصوصا الشعبية منها، التي إنفردت بنصيب مهم من التحضير والإهتمام والمتابعة لمشاركة الفريق الوطني في نهائيات كأس العالم، التي دخلت مرحلة الحسم مع المباراة المرتقبة ضد المنتخب الانكليزي يوم غد. فأحاديث مناصري ''الخضر'' في الشارع الوهراني، إمتزج فيها الخوف بالأمل لكن دون مداراة البعض منهم مرارة إهدار الفريق الوطني لنقاط ثلاث ذهبية أمام منتخب سلوفيني رأوا فيه الأضعف لحد الآن من بين المنتخبات الحاضرة في جنوب إفريقيا... وخوفهم الأكبر في أن تكون هذه الهزيمة عنوانا لحجز تذكرة العودة إلى الديار لأن لسان حالهم يقول لقد سقطنا أمام الضعيف، فكيف سيكون الأمر أمام القوي الإنكليزي الجريح في كبريائه والذي خذل أنصاره في المباراة الأولى وسيسعى إلى ضخ كل قواه لكسب ودهم من جديد. منصور ( تاجر) يرى أن المهمة أضحت معقدة أمام الفريق الوطني ويواصل يقول: ''لنكن منطقيين، فمواجهة المنتخب الإنكليزي ليست سهلة، فهو أحد المرشحين لنيل كأس العالم، كما أن له أفضيلة كسب جاهزية كبيرة مقارنة بفريقنا الوطني لذلك أخشى أن تكون مخالبه مؤلمة عليه''. أما الصادق (طالب جامعي) فيقول: ''المهم هو أن يقدم فريقنا أداء مشرفا أمام الإنكليز المعروفين بقوتهم البدنية، ولايجب أن ننسى أن نقائص منتخبنا الوطني كثيرة وهو في طور الإعداد والبناء، وعلينا أن نفتخر بصعودنا إلى المونديال ومجاراة الأقوياء من جديد''. مقابل ذلك يبدي مناصرون آخرون تفاؤلا بإنتفاضة زملاء بورة حتى وإن كان الخصم منتخب إنكلترا، ويؤكدون أن المنتخب الوطني هو صاحب المهمات الصعبة ويعودون بالذاكرة إلى ملحمة خيخون. من جهته، قال الهواري بائع متجول: ''لا أخفي أنني متفائل جدا ليس بالوقوف بندية أمام الإنكليز، بل وتجاوز عقبتهم وعودة الأمل من جديد في عبور ''الخضر'' إلى الدور الثاني''. أما عمي قويدر (متقاعد) فقال بحماسة: ''علينا أولا الإفتخار بعودتنا للساحة الكروية الدولية بعد أفول نجمنا لسنوات طوال، وليس الهزيمة ضد سلوفينيا هي التي ستنقص من وزننا حتى أمام الإنكليز، الذين أجزم أنهم متخوفون من أن يباغتهم فريقنا الوطني كما فعل مع الألمان سابقا وأنا متفائل بتكراره لتلك الملحمة''. بين هذا وذاك يبقى الشارع الوهراني في إنتظار شرارة إنجاز أمام الإنكليز لتجسيد أجواء إحتفالية كبيرة هيأوا لها لفترة طويلة.