عندما تجلس إلى اللاعب عنتر يحيى، فالأكيد أنك تلمس حماسة الفوز تطغى على تفكيره بسهولة، فهو أشبه بالثوار، كيف لا وهو من كتيبة يطلق عليها تسمية ''محاربي الصحراء''، مدافع نادي بوخوم الذي عانى من الإصابة، وتغلب عليها وعاد بقوة، ها هو يتقلد شارة القائد، لكن هزيمة الجزائر أمام سلوفينيا تبقى من الأشياء التي تنغص عليه، لكنه يؤكد أن ما قدمه ''الخضر'' أمام انكلترا جعلهم يفكرون في مستقبل المنافسة أكثر من الالتفات إلى الوراء. ''المساء'' جلست إلى عنتر يحيى وحاورته حول المشاركة الجزائرية وكيف عاش ورفاقه المراحل التي قطعوها وماذا تمثل لهم مباراة الولاياتالمتحدة الامريكية؟.
- المساء: لقد تجاوز المنتخب الوطني مرحلة الشك بعد التعادل مع انكلترا، هل يمكن القول أن ''الثعالب'' في الطريق الصحيح؟ * عنتر يحي: بالفعل لقد تغلبنا على مرحلة الشك وها نحن في المنافسة كحصان رهان، ويخطئ من يعتقد بأن الحظ حالفنا أمام انكلترا، انظروا ماذا يقول النقاد الذين تابعوا المباراة على الحياد لقد كتبوا وتحدثوا عن أشياء جميلة في المنتخب الوطني. - وماذا وظفتم في مواجهة انكلترا؟ * الكل يعلم أن المنتحب الجزائري كبير مع الكبار، وأن لاعبيه تعودوا على أجواء المنافسات الكبيرة من خلال اللعب في البطولات الأوروبية، ومن هنا لم نتأثر باللعب أمام انكلترا، وصدقني فقد راودنا أمل الفوز في أية لحظة من المباراة، وكان بإمكاننا التسجبل، والتعادل في رأينا تحقق بطعم الفوز، لأنه أحرز أمام واحد من بين المرشحين للفوز بكأس العالم. - لكن هناك من تحدث عن الحظ، فهل تؤمنون بمثل هذه المقولة؟ * في كرة القدم الحظ من بين العوامل التي تحدد بعض النتائج، لكنني كعنتر يحيى أضع نتيجة مباراتنا خارج هذه المعادلة وأؤكد بأننا أحرزنا التعادل بالعرق وبالإرادة، وبانتهاج الأسلوب الجزائري الذي كان وراء تأهلنا إلى المونديال. - هذه مرحلة وما ينتظرنا أشق ألا تخشون منتخب الولاياتالمتحدة؟ * صحيح أنها مرحلة، لكنها يجب أن تبقى حافزا لنا، وأظن أن كل مباريات المونديال شاقة، لكن علينا أن نستعد بنفس الإرادة ونخوض المواجهة بدون عقدة، ومنتخب الولاياتالمتحدة لن يخيفنا على الاطلاق، فهو يحتاج إلى نقاط الفوز، ونحن نضعه كأولوية لا يجب التفريط فيها مهما كانت قوة هذا الخصم. - ألا تخشون لياقته البدنية؟ * لكل منتخب أوراقه الرابحة، والأمريكيون أنفسهم يقرأون ألف حساب للمنتخب الجزائري، والأكيد أن المواجهة بيننا ستكون مباراة القوة والفنيات وتتحكم فيها الكثير من العوامل وأظن أن منتخبنا يملك المهارات والفنيات والقوة أيضا، ومن تابع مباراة انكلترا يكون قد وقف على قوتنا. - هل يعني هذا أن المنتخب الوطني جاهز لهذا اللقاء؟ * فعلا لقد شرعنا في إعداد أنفسنا لهذا اللقاء نفسيا وبدنيا وتكتيكيا من خلال الحصص التدريبية والتطبيقية التي نظمناها منذ لقاء انكلترا، ونحن لا نفكر سوى في هذه المباراة. - يقال أن دفاع المنتخب الوطني قد استرجع توازنه فماهي الوصفة؟ * الوصفة عند ''الشيخ '' سعدان ومع ذلك قد لا أكشف سرا إذا قلت أن دفاعنا كان محصنا بإرادة لاعبيه هذه المرة، بل، وفي المباراة الأولى أمام سلوفينيا كنا في وضع جيد لكن التسجيل علينا كان من هجوم معاكس ومن خطإ في مراقبة الكرة خارج المنطقة. - وهل يفهم من هذا أن دفاعنا سيتجاوز عقبة الأمريكان بسهولة؟ * أسلوبنا الدفاعي لن يتغير وتركيبته يعرفها العام والخاص، وسنعمل بكل ما نملك من قوة ومن انسجام على تشكيل حصن منيع أمام الهجوم الأمريكي الذي نعرف خصائصه جيدا وأين تكمن قوته وكيف يمكن التغلب عليه، وسترون. - ألا ترون بأن ''شارة القائد'' متعبة، فكيف تتعاملون مع الرفاق ؟ * إنها مسؤولية كبيرة، لأنك مطالب بتوجيه رفاقك فوق الميدان، خاصة في مرحلة حساسة كهذه وفي منافسة يجب على القائد أن يكون فيها رزينا وشجاعا أيضا في التعامل مع رفاقه إذا حدثت بعض الاشياء فوق الميدان. - هل حدثت هذه الأشياء وما هي؟ * من حسن الحظ الأمور تسير كما يريدها الجميع بدليل أن الفريق متماسك وعناصره غير مبالية بما يتررد من اقاويل خارج المعسكر. - ولكن هناك حديث عن امتعاض البعض من وجودهم على كرسي الاحتياط؟ * هذا افتراء ولا اساس له من الصحة، وليس معنى هذا إذا غضب أحد اللاعبين لسبب ما ندخله في خانة الإشاعة ونقول إن هناك في الفريق الوطني من هو غير راض على وضعه كاحتياطي، بالعكس الاحتاطي هو المنقذ وهو حامل الأمل ورجل اللحظة الحاسمة والكل يعرف ذلك جيدا في صفوف المنتخب الوطني. - هل نفهم من هذا أن ما تحدثت عنه الصحافة مجرد تسريبات خاطئة؟ * نحن في الفريق الوطني خاصة في مثل هذا الظرف الذي ينتظرنا فيه الشعب الجزائري، لا نفكر في الأشياء التي تشوش علينا، لأننا نمثل دولة وشعبا وأمة. - نعود إلى مباراة اليوم ونقول لكم ماذا تمثل مدينة بريتوريا إليكم كلاعبين؟ * بريتورريا هي المدينة التي حضرنا فيها لمباراة زامبيا في إطار التصفيات التأهيلية والكل يتذكر أننا انتقلنا من هنا وفزنا على زامبيا بملعبها، وقد تكون فأل خير علينا مرة أخرى. - تطرقنا في سؤال سابق إلى قوة الدفاع الجزائري ولم نتطرق إلى نزعة عناصره الهجومية، فهل يمكن أن يعود بنا هذا الخط الى مقابلات سابقة، حيث كنت هدافا وكان حليش كذلك وسجل بوقرة هدفا حاسما في مرمى كوت ديفوار؟ * نحن نسعى دوما لنكون في نجدة الفريق دفاعا وهجوما ونزعتنا الهجومية قد تدفع بنا الى تسجيل أهداف حاسمة وربما سنفعل ذلك من يدري، فقد تتاح الفرصة أمام أحدنا ولم لا أمامنا جميعا. - تحدثنا عن أشياء كثيرة وربما نسينا البعض الآخر، فهل لعنتر يحيى أن يقول لجماهير المنتخب في ربوع الوطن، بأن هناك إنجازا تاريخيا في الأفق؟ * أعد الجماهير الجزائرية والعربية أيضا بأننا لن نبخل عليهم بأدائنا وجهدنا وتشريف الجزائر والعالم العربي من المحيط إلى الخليج. مبعوث ''المساء'' إلى جنوب إفريقيا: عبد الرحمان شويعل