عاد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس إلى الجزائر بعد مشاركته في أشغال قمة إفريقيا-مجموعة ال8 التي عقدت بموسكوكا في كندا، حيث تدخل في كل المواضيع التي أدرجت في جدول أعمال القمة، التي تعلقت اساسا بالسلم والأمن في إفريقيا وتقييم مدى تنفيذ التزامات مجموعة ال8 وإفريقيا وأهداف الألفية للتنمية، إلى جانب تقديم مذكرة حول نشاط الجزائر ضمن الشراكة بين إفريقيا ومجموعة الثمانية في سياق الأزمة الاقتصادية العالمية. وقد بعث رئيس الجمهورية ببرقية شكر إلى الحاكمة العامة لكندا السيدة ميكاييل جان بعد مشاركته في القمة جدد لها فيها حرصه على بناء علاقات تعاون وشراكة مثلى بين الجزائروكندا. وجاء في برقية رئيس الجمهورية: ''يأبى علي الواجب إلا أن أعرب لكم عن شكري وشكر الوفد المرافق لي على ما حظينا به من حرارة الإستقبال وما أحطنا به من دلائل الحفاوة''. وأضاف الرئيس بوتفليقة ''وأغتنم هذه المناسبة لأجدد الإعراب عن الحرص الذي ما فتئت أوليه لبناء علاقات تعاون وشراكة مثلى بين بلدينا ومواصلة تشاورنا حول كبريات التحديات الجهوية والعالمية التي تستوقف المجموعة الدولية''. كما بعث ببرقية شكر مماثلة إلى الوزير الأول لكندا السيد ستيفن هاربر هنأه فيها على نجاح القمة وجاء في برقية رئيس الجمهورية: ''لابد لي أن أعرب لكم باسم الوفد المرافق لي وأصالة عن نفسي عن عميق امتناننا على حفاوة الاستقبال الذي حظينا به بين ظهرانيكم''. وأضاف الرئيس بوتفليقة: ''هذا وأود أن أهنئكم بنجاح قمة مجموعة الثمانية المنعقدة بموسكوكا. لقد غدت كندا أكثر من أي وقت مضى تتموقع في طليعة المجموعة الدولية بفضل ما توليه من حرص دقيق على الوفاء بتعهداتها في مجال التعاون من أجل تنمية إفريقيا. وما جسامة البرامج التي بادرت بها والإجراءات التي اتخذتها للزيادة من فعاليتها وتساوقها مع أولويات الإتحاد الإفريقي وبلدانه الأعضاء سوى البرهان الساطع على ذلك''. وأوضح ''إن نتائج أعمالنا تعكس جليا التزام كندا حكومة وشعبا بإضفاء بعد تضامني فعلي على الشراكة مع إفريقيا''. من جهة اخرى، اغتنم الرئيس بوتفليقة فرصة مروره اجواء بعض البلدان الصديقة وهو عائد الى الوطن ليبعث ببرقيات الى قادتها، أكد فيها حرصه على تمتين علاقات الصداقة والتعاون، فقد أكد تمسكه بتعزيز علاقات التعاون القائمة بين الجزائروالولاياتالأمريكيةالمتحدة. وقال الرئيس بوتفليقة في برقية وجهها لرئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية السيد باراك أوباما ''يطيب لي وأنا أعبر أجواء الولاياتالمتحدة عائدا من كندا أن أجدد لكم تحياتي الخالصة متمنيا لشخصكم موفور الصحة والسعادة''. مؤكدا تمسكه بتعزيز علاقات التعاون القائمة بين البلدين. كما أعرب الرئيس بوتفليقة في برقية وجهها إلى الوزير الأول للمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية السيد دفيد كامرون عن أمله في أن تتعزز علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين الجزائر والمملكة المتحدة وإيرلندا الشمالية أكثر فأكثر. كما وجه برقية تحية لنظيره البرتغالي السيد أنيبال كافاكوسيلفا عبر له فيها عن تمنياته بالصحة والسعادة الشخصية. وكتب رئيس الجمهورية ''يطيب لي وأنا أعبر أجواء بلدكم من جديد أن أقدم لكم تحياتي وكذا تمنياتي لكم بموفور الصحة والسعادة وفي البرقية التي وجهها للوزير الأول للجمهورية البرتغالية السيد جوسي سوقراتيس أكد رئيس الجمهورية أهمية تعزيز التشاور والحوار السياسي بين البلدين. وقال رئيس الجمهورية ''تأكدوا أنني لن أدخر أي جهد لتعزيز التشاور والحوار السياسي بين بلدينا وترقية علاقة دائمة واستراتيجية في كل الميادين تعود بالفائدة على الطرفين''. كما جدد لملك إسبانيا خوان كارلوس الأول تمسكه بتعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين الجزائروإسبانيا. وأكد رئيس الجمهورية في برقية مماثلة وجهها إلى رئيس حكومة مملكة إسبانيا السيد خوسي رودريغاز ثاباتيرو استعداده لتعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين. من جهة اخرى وبخصوص مجريات الاشغال، أكد الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات المغاربية والإفريقية السيد عبد القادر مساهل امس بتورونتو(كندا) أن تقييم الشراكة إفريقيا-مجموعة ال8 كان الحدث الذي ميز القمة التي عقدت بين الطرفين يوم الجمعة بموسكوكا (هونتسفيل- كندا). وأوضح السيد مساهل للصحافة الوطنية عقب هذه القمة أن ''قمة موسكوكا كانت فرصة لتقييم ما قامت به مجموعة ال8 وإفريقيا منذ انطلاق الشراكة بينهما'' سنة 2001 . وقال الوزير ''قد تسلمنا تقريرا أعدته مجموعة ال8 حول الأعمال التي تمت مبادرتها منذ بداية الشراكة من خلال إجراءات المرافقة'' ، مضيفا أن إفريقيا أيضا عرضت وثيقة تبرز الالتزامات التي اتخذتها في إطار تنميتها وكذا حول المراحل التي قطعت لاسيما في مجال السلم والأمن. وفي هذا السياق؛ أكد الوزير أن إفريقيا ''قامت بأشياء كثيرة منذ عشر سنوات في هذا المجال''، مشيرا إلى أن النزاعات التي كان عددها 13 قبل انطلاق النيباد سنة 2001 قد انتقلت حاليا إلى 3 نزاعات. ''وهذا دليل على الجهود الكبيرة التي بذلت من اجل إقرار السلم والاستقرار في القارة وخاصة من اجل أن تلعب إفريقيا دورا رياديا في تسوية النزاعات''. وأشار السيد مساهل أيضا إلى الجهود التي بذلتها إفريقيا في مجال التنمية الاقتصادية، مذكرا بأن نسبة النمو في التسعينات كانت سلبية في حين أنها تتراوح حاليا بين 4 و5 بالمائة عبر القارة. كما أكد أن إفريقيا حققت تقدما في مجال دمقرطة الأنظمة لاسيما خلال العشر سنوات الماضية. وفي هذا الإطار ذكر الوزير بالقرار الذي تمت المصادقة عليه بالجزائر سنة 1999 والذي يستنكر الانقلابات ويوقف الأنظمة وليدة مسار غير مؤسساتي. وقال إن ''هذا التوجه تعزز خلال السنوات الأخيرة ونحن القارة الوحيدة التي لديها آلية تقييم من قبل النظراء تمكن البلدان الإفريقية من تبادل خبراتها في مجال الحكامة''. وبخصوص الجزائر، أشار الوزير أنها قدمت بمناسبة قمة موسكوكا مذكرة حول نشاطاتها في مجال الشراكة بالرغم من الأزمة الاقتصادية والمالية الدولية. وأوضح الوزير يقول ان الأمر ''يتعلق بوثيقة من ثماني صفحات تلخص بشكل جيد ما قامت به البلاد في هذا الاتجاه وما هي أفكارها بخصوص تحسين الشراكة بين مجموعة ال8 وافريقيا وما هي مكانة إفريقيا في الحكامة العالمية''. من جهة أخرى، أوضح السيد مساهل ''اننا نطالب بتمثيل يكون أكثر عدالة وانصافا لافريقيا على مستوى مجموعة ال20 التي تتمثل مهمتها في الاهتمام أكثر بالحكامة العالمية الاقتصادية والمالية'' مضيفا أن افريقيا بالرغم من أنها ليست مسؤولة لا على الأزمة المالية الدولية ولا على ظاهرة التغيرات المناخية لم تنج من انعكاساتها. في هذا الخصوص؛ ذكر الوزير بأن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة دافع دوما عن حق افريقيا في ان تكون فعلا حاضرة ضمن الحكامة العالمية وأن تكون ممثلة بشكل أفضل ضمن مسارات التفاوض واتخاذ القرارات وتنفيذها. من جهة أخرى، أعرب السيد مساهل عن أمله في أن تكون القمة المقبلة لمجموعة ال8 المقررة بفرنسا مناسبة للجعل من التقييم المتبادل للشراكة بين افريقيا ومجموعة ال8 مستديما بهدف ''تقديم التصحيحات اللازمة''.