رغم أنه لم يكن يومه، حيث لم يستطع أن يجد ثغرة ينفذ منها، وأخطأ في تمريرة كانت ستحسم الأمور، ورغم أنه رجع خائباً عندما انفرد بالحارس الهولندي مارتن استيكيلينبورغ بتأخره كثيراً في اتخاذ القرار بالتسديد نحو المرمى، إلا أن أندريس إنييستا يعرف دائماً الوقت المناسب لفعل ما يجيد فعله، وانتظر حتى الدقيقة 116 في نهائي اول امس ليفجر أفراح إسبانيا. وقد فعلها في نصف نهائي كأس رابطة أبطال أوروبا 2009 أمام تشيلسي وإمضى الهدف الذي وصلت به برشلونة إلى نهائي روما وعاد ليفعلها مجدداًئأمام الشيلي في دور المجموعات مسجلاً الهدف الإسباني الثاني، الذي حسم النتيجة للماتادور (2-1). وقال نجم النهائي لموقع ''الفيفا'' بكل انفعال: ''ما زلت لا أستطيع تصديق حصولي على فرصة إحراز هدف النصر، الإخفاق أمام حارس المرمى لا يهمني، الشيء الوحيد الذي يهم هو أننا فزنا بكأس العالم''. وعندما سجل إنييستا ذلك الهدف التاريخي، خلع قميصه ليقدم إهداءً خاصاً جداً، وعلق على ذلك قائلاً بأسى : ''نعم، أهديه إلى داني خاركي. إن هذه اللحظات تحيي ذكريات كثيرة ومشاعر كثيرة...''. ووسط أحضان زملائه واصل حديثه: ''تستحق إسبانيا بطولة العالم هذه وهو شيء للذكرى، من حقنا أن نستمتع به ونفخر به، إنني سعيد، سعيد للغاية، لقد وفقت في تسجيل تلك الأهداف الحاسمة...''. ولكن رغم تسجيله هدف الفوز، راح أندريس كعادته يختبئ في ركن غرفة الملابس بعيداً عن الأضواء، باحثاً عن الراحة التي يجدها دائماً في ذلك الهدوء، وظل يردد :''كان عمل الفريق ممتازاً''.. محاولاً إنكار الدور البطولي الذي يصر زملاؤه على أنه قام به، إذ لحق به جيرار بيكي وكارليس بويول وسيسك فابريغاس إلى قاعة الصحافيين ليغنوا له: ''نحبك يا أندريس، نحن أبطال العالم''. إنها كل مشاعر تلك الليلة الخالدة التي عبروا عنها بعبارة واحدة. ''انه شعور لا يوصف''، قال متوسط ميدان البارصا. مضيفا : ''يا لها من فرحة، خصوصا عندما نرى الطريقة التي ربحنا فيها، لا توجد كلمات تصف ما أشعر به، بعد الهدف الذي سجلته فكرت في عائلتي وكل الأشخاص الذين أحبهم، لكن الانتصار هو ثمرة الكثير من العمل''. ومن المؤكد أن الإسبان لن ينسوا أبدا اسم إنييستا الذي قاد الإسبان إلى التربع على العرش العالمي بالهدف الذي سجله في الدقيقة ,116 كما كان حال فرناندو توريس قبل عامين عندما قاد ''لا فوريا روخا'' إلى كأس أوروبا للمرة الأولى منذ .1964 ''إنييستا يستحق جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في النهائيات''، هذا ما قاله عنه زميله تشابي الونسو الذي تابع : ''ما حصل هائل، أشعر بالنشوة، ما يهم هو الفوز في المباريات النهائية، كان ذلك معقدا لكننا فزنا''.