إيمانا منها بأن أطفال اليوم هم شباب الغد ورجال المستقبل، وسعيا منها لحماية ورعاية هذه الطاقة الشابة عن طريق التقليل من حوادث المرور التي تخلف الآلاف من الضحايا سنويا وفي مقدمتهم الأطفال، لجأت المديرية العامة للأمن الوطني إلى إقامة بعض الأنشطة التي من شأنها غرس الثقافة المرورية لدى النشء باللجوء إلى ما يسمى بالحظائر التربوية بالساحات العمومية، إلى جانب طبع بعض الكتيبات والمطويات التي تسهم في شرح بعض الإشارات التي من المفروض أن يعرفها كل طفل باعتبارها من البديهيات بحكم اتصال هذا الأخير بالطريق. على مدار السنة تعمل المديرية العامة للأمن الوطني جاهدة للحد من حوادث المرور التي تخلف سنويا العديد من القتلى والمعاقين، وذلك باللجوء إلى العمل الجواري بالمدارس التربوية بحيث تتنقل الفرق على مستوى المؤسسات التربوية وتقدم للأطفال حصصا توعوية خاصة بالطريق، وذلك باللجوء إلى شرح قانون المرور بطريقة يسهل على الطفل استيعابها، حيث يتم الجمع بين الدرس النظري والتطبيقي وحتى لا ينقطع العمل التحسيسي تواصل المديرية العامة للأمن الوطني عملها مع الأطفال حتى في العطل وذلك من خلال تنظيم حظائر تربوية بالساحات العمومية وفي مختلف الأماكن التي يتجمع بها الأطفال كحدائق التسلية. رخصة سياقة هدية للطفل المنضبط حدثنا السيد عبد الرزاق بوعليلي محافظ الأمن العمومي في أمن بلدية باب الزوار الذي التقته ''المساء'' بمناسبة تنظيم الحظيرة التربوية مؤخرا، بساحة البريد المركزي، والتي تزامنت مع الاحتفال بعيد الشرطة المصادف ل22 جويلية من كل سنة، فقال بأن العمل مع الأطفال يعدّ من أحد أهم النقاط الأساسية التي يجرى التركيز عليها حاليا باعتبار أن الطفل هو رجل المستقبل، لذا فمن السهل غرس الثقافة المرورية فيه لاسيما أن لديه قابلية كبيرة للاستيعاب وهو ما لاحظناه مؤخرا عندما عملنا بالمؤسسات التربوية على مستوى مقاطعة باب الوادي، حيث لقيت الحملة التحسيسية استحسانا كبيرا من طرف التلاميذ. ويضيف المتحدث أنه تمّ مؤخرا بمناسبة العطلة الصيفية إقامة العديد من الحظائر التربوية في كل من بلدية العاشور والدرارية وبحديقة التسلية بابن عكنون وكان آخرها بساحة البريد المركزي. والقصد بالحظيرة -يشرح ذات المتحدث- ''هي تخصيص مساحة صغيرة نضع عليها إشارات المرور والخطوط السطحية والعمودية بالأرض ونقدم للأطفال عربات صغيرة وبعد أن نشرح لهم قانون المرور ونعرفهم ببعض الإشارات ودلالات الألوان وما تعنيه الرموز التي تحملها والتي من المفروض أن يعرفها كل طفل كإشارة قف والإشارات السطحية بالأرض كممرات الراجلين، إلى جانب تقديم جملة من النصائح التي تهم الطفل أثناء تواجده بالطريق بعدها نسمح للأطفال بقيادة العربة في الطريق المهيأة لهم ومن يلتزم بما قدم له من نصائح وطبق القانون كالوقوف عند إشارة ''قف'' نقدم له ما يسمى برخصة سياقة خاصة بالطفل التي تسعدهم وتجعلهم يشعرون بأنهم مسؤولون كما تغرس بداخلهم حب احترام القانون''. الحظائر التربوية تستقطب اهتمام الأولياء تواجد ''المساء'' في الحظيرة التربوية التي أقيمت مؤخرا بساحة البريد المركزي كشفت لنا عن الإهتمام الكبير للأولياء بضرورة غرس الثقافة المرورية لدى أطفالهم، نقول هذا لأننا لمسنا مدى شغف الأولياء الذين تواجدوا بالحظيرة إلى وجوب الظفر بالمطريات والكتيبات التي كانت توزع، والتي تضمنت شرحا مفصلا لإشارات المرور وبعض النصائح الخاصة بالطريق والموجّهة للطفل بالدرجة الأولى. وما استوقفنا حقا منظر الأولياء رفقة أبنائهم وهم يقفون في طوابير من أجل أن يظفر أطفالهم بعربة للدخول والسياقة بالطريق الافتراضية، وبالتالي الحصول على رخصة سياقه، اقتربنا من سيدة كانت تقف على الرصيف وتوجه إبنها إلى ضرورة التقيّد بأقصى اليمين والتوقف عند الإشارة وعن هذه المبادرة قالت ''سبق لإبني وأن شارك بالحظيرة التربوية التي أقيمت بدرارية، حيث قدمت له رخصة سياقة في سنة 2008 واليوم أرغب في أن يشارك من جديد حتى اختبر مدى التزامه بما تعلمه من إشارات''. وتضيف ''بصراحة تعليم الطفل قانون المرور ميدانيا يساعد إلى حد كبير في ترسيخ الثقافة المرورية لديهم حتى يكبروا وبداخلهم وعي كبير بالخطر الذي يمكن أن ينجم عن مخالفة القانون''، وهو نفس الانطباع الذي لمسناه عند والد الطفل سفيان بلي الذي جاء من وهران لقضاء العطلة الصيفية عند الأقارب بالعاصمة، حيث قال ''إن إبنه يحب السياقة كثيرا وحتى يتعلم الانضباط منذ الصغر فليس هنالك أحسن من هذه الحظائر لتعليم الأطفال بعض الأساسيات الخاصة بالطريق وبقانون المرور التي من المفروض أن يتقيّدوا بها وتظهر في سلوكهم عندما يكبروا''.