تجاوزت في الآونة الأخيرة ومع حلول فصل الحر أسعار العسل الطبيعي سقف 2600 دج للكلغ الواحد محطمة بذلك رقما قياسيا غير متوقع لدى الباعة والمستهلكين الذين أصبحوا يتهافتون على هذه المادة التي أصبحت أساسية في البيوت لما لها من أهمية صحية وغذائية، بحيث أصبح المواطن لا يستغني عنها خاصة أن عسل المنطقة قد تعدت سمعته الحدود الولائية وأصبح الكثير من المستثمرين الخواص من خارج الولاية يحاولون في كل مرة الظفر بالكميات الهائلة من هذه المادة وإعادة تحويلها وفق نماذج متطورة وبيعها بأسعار خيالية، لتنتقل أسعار العسل الطبيعي من 1800 دج و2000 دج إلى 2600 و2800 دج في مدة قصيرة. وحسب مالكي خلايا النحل عبر الولاية وخاصة بالمناطق المشهورة كششار، بوحمامة، خيران والولجة، فإن هذا التحوّل المفاجئ في الأسعار يعود بالدرجة الأولى إلى قلة المنتوج هذه السنة، إذ تفاجأ العديد منهم أثناء فتحهم لصناديق الخلايا بندرة الكمية، ليصابوا بصدمة كبيرة لشح إنتاج النحل هذه السنة خاصة أنهم أنفقوا أموالا كبيرة من أجل الاعتناء بالخلية، النوعية واقتناء الأدوية الخاصة بهذا النوع من النحل الذي ارتفعت أسعاره في المدة الأخيرة مع انعدامه في مرات أخرى. أحد المربين الكبار بالمنطقة والمعروف بجودة عسل خلاياه صرح ''للمساء'' بأنه ورغم توفر المناخ، والظروف الطبيعية المناسبة ووجود الأشجار، فقد تعجب من ضعف الإنتاج مما أدخل الشك في نفسه وافترض وجود بعض الأمراض التي تعيق الإنتاج الوفير لدى النحل بالمنطقة، مما انعكس على الأسعار وارتفاعها. هذا وقد عرفت أسواق العسل بمختلف نقاط البيع إقبالا كبيرا على هذه المادة حتى من طرف الجزائريين المقيمين بالخارج الذين صرحوا لنا بأنهم اعتادوا على شراء العسل لكون النوعية الموجودة لا تضاهيها أي نوعية أخرى، ومنهم من لا يستطيع العودة دون كميات من العسل، مما أدخل نوعا من المضاربة في الأسعار والغش من خلال عرض بعض الأنواع الرديئة ومغالطة الزبائن غير القادرين على التفريق بين الجيد منه والمغشوش.