رمضان شهر التوبة والغفران... تتفتح فيه أبواب الرحمة والجنة وتغلق فيه أبواب جهنم وتغل فيه الشياطين، ويستجيب الله لدعائنا وينظر فيه أيضا إلى تنافسنا فيه على الخير وطلب المغفرة والعبادة التي تصل أوجها مقارنة بباقي أيام السنة، فرمضان هو الفرصة الذهبية التي تأتي مرة واحدة في السنة، إلا أنها الفرصة طويلة المدى التي تمتد 30 يوما كاملا .. بنهارها وليلها وبعملية حسابية بسيطة نجد 720 ساعة هو العمر الزمني لهذا الشهر العظيم، فكل دقيقة منه حبلى بالخيرات مادام المرء يحمل في دواخله ما يدفعه للطاعات والعبادات ويبعده عن الأفعال والأعمال السيئة، وهو الفرصة الماسية التي من خلالها يمكننا تجديد العهد مع المولى الجليل الحليم الرحيم على الطاعات والعبادات والتخلص من الذنوب والأحقاد والضغائن للحصول على غفرانه وثوابه. فرمضان ليس إمساكا عن الطعام والشهوات فحسب، بل هو ترويض للنفس وجهاد ضدها.. وما أعظمه من جهاد .. حيث يستوجب إمساك لجام اللسان فلا تمس الأعراض ولا يدخل المرء في متاهات النميمة أو الكذب على الغير فإنها من الأفعال المشينة التي يبغضها الإسلام ويعاقب عليها عقابا شديدا لما لها من ضرر مادي ونفسي على من تقع عليه. ورمضان أيضا له خاصية الروحانية التي لا تمتلكها باقي الشهور، ففي رمضان فقط يصبح المسلم أكثر شعورا وإحساسا بالغير حيث يحسب حساب اليتيم والفقير كما تخيم الرحمة على القلوب وهو الآمر الذي تترجمه وقفات المحسنين في كل المجالات لرفع الغبن على المحتاج ، وكذا تبادل الزيارات بين الأهل والأقارب خاصة هؤلاء الذين فرقتهم ظروف أو مصالح الحياة. فما أحوجنا للاستفادة من هذه الروحانية العظيمة.