تعكف الحكومة في الوقت الحالي على دراسة العديد من الطلبات التي تقدمت بها شركات من أوروبا والخليج وكندا للبدء في إنتاج الذرة وذلك للمرة الأولى في الجزائر. وحسب الأمين العام للاتحاد العام للفلاحين الجزائريين محمد عليوي الذي أعلن الخبر في تصريح أدلى نهاية الأسبوع لوكالة رويترز البريطانية فإن شركات أجنبية من فرنسا، ايطاليا، اسبانيا، كندا، السعودية، قطر والإمارات العربية المتحدة تسعى إلى الاستثمار في زراعة الذرة. فيما كشف المتحدث عن انخفاض محصول الشعير لهذه السنة بنسبة 50 بالمائة. وأكد المتحدث أن الجزائر ترحب بهذه الفكرة التي قال أنه بالإمكان تجسيدها على ارض الواقع شرط أن تكون لدى المستثمرين نوايا حقيقية للعمل مع الجزائريين مضيفا أن كل الطلبات هي قيد الدراسة. وأن ''ارض الجزائر مفتوحة للاستثمار وسنكون قادرين على إنتاج الذرة للمرة الأولى إن شاء الله''. ومعلوم أن الذرة لا تزرع في الجزائر إلا بواسطة مزارعين يقتاتون منها ويقوم أصحاب الأراضي الصغيرة أحيانا ببيع فائض محاصيلهم على الطرق للمارة من سائقي السيارات كما نجدها متوفرة بكميات قليلة ببعض الأسواق. كما أكد الأمين العام لاتحاد الفلاحين الجزائريين من جهة أخرى أن محصول الشعير الجزائري سيكون منخفضا جدا هذه السنة عن المستوى الذي حققه العام الماضي إلا أن المحصول القوي من القمح الصلب سيؤدي إلى تقليص واردات هذه المادة. وقال عليوي في هذا الصدد أن إنتاج الشعير سيكون ضعيفا هذه السنة على الأرجح وقد ينخفض بحوالي 50 بالمائة فيما ستستورد الجزائر كميات أقل من القمح الصلب لأن الإنتاج ممتاز ولن نكون بعيدين عن مستوى الاكتفاء الذاتي. وتتوفر الجزائر حسب المتحدث، على مخزون كاف من القمح الصلب الذي سيتعزز بمحصول هذه السنة الجيد. ولم يكشف عليوي عن أي رقم لمحصول القمح اللين هذا العام رغم اكتمال حملة الحصاد إلا أن مسؤولين كانوا قد توقعوا انخفاضا في إنتاج الحبوب مقارنة بالعام الماضي ليصل إلى 5,4 مليون طن مقابل 1,6 مليون طن العام الماضي. وعن التدابير والإجراءات التي اتخذتها الدولة في السنوات الأخيرة للنهوض بقطاع الزراعة قال عليوي ''ليس لدينا خيار سوى مواصلة تطوير الزراعة ليتعين علينا إنتاج غذائنا بأنفسنا''. وكانت الجزائر قد شرعت في تصدير الشعير لأول مرة منذ 43 سنة، بعد أن كانت مستوردا هاما خلال هذه الفترة علما أنها تملك فائض سنتين من الشعير دون احتساب إنتاج حملة 2009- .2010 وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر أنتجت خلال حملة 2008-2009 ما يقارب 2ر61 مليون قنطار من الحبوب، مما ساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح والشعير وسمح بتقليص الواردات من القمح الصلب ب80 بالمائة بالمقارنة مع فترة التسعينات التي كانت تستورد خلالها بوتيرة 2 مليون طن سنويا مقابل 400 ألف طن في .2009 وتعتبر الجزائر خامس أكبر مستورد للحبوب في العالم وتتفاوت وارداتها تبعا لحجم المحصول المسجل في كل سنة.