توصل الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي في العاصمة واشنطن إلى اتفاق للشروع في التفاوض من أجل التوصل لإطار اتفاق للسلام يشمل جميع قضايا الوضع النهائي. وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين أمس ''إنه تم الاتفاق على جدول أعمال المفاوضات بما يشمل القدس والحدود واللاجئين والمستوطنات والمياه والأمن والإفراج عن المعتقلين وفق جدول زمني مدته 12 شهرا للتوصل إلى اتفاق إطار''. وأضاف عريقات أن البداية ستكون بالتركيز على موضوع الحدود ''فإذا ما تم الاتفاق عليها مع تبادل فإنه سيتم العمل على كل القضايا الأخرى بالتوازي وإذا لم يتم الاتفاق على حدود 1967 مع تبادل فإننا لن نستطيع التقدم''. وقال المسؤول الفلسطيني إن ''أهم ما خرجنا به من لقاءات واشنطن هو استطاعتنا التأكيد على أن الوقت هو لقرارات تتخذ على مستوى القادة فيما يتعلق بتحديد المبادئ حول الحدود والقدس واللاجئين والمستوطنات وغيرها''. وأشار عريقات إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أراد تشكيل 12 لجنة بهدف إضاعة الوقت ولكن تم رفض تلك اللجان وهو ما يعني أن المفاوضات ستنطلق من النقطة التي وصلت عندها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت. وانطلاقا من هذه المعطيات فإن مجموعات المفاوضين ستبدأ بالعمل على وضع الاتفاق التفصيلي الذي سيتضمن التفاصيل الدقيقة لاتفاق السلام الشامل عندما يتفق القادة وصناع القرار على المبادئ في اتفاق الإطار. وكانت مفاوضات السلام المباشرة انطلقت الخميس الأخير بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لأول مرة منذ عشرين شهرا تحت إشراف الرئيس الأمريكي باراك اوباما وذلك في لقاء عقد في واشنطن بحضور أطراف عربية ودولية. ويأتي الإعلان عن هذا الاتفاق في الوقت الذي يشهد فيه الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة مزيدا من التصعيد على خلفية العملية الفدائية الأخيرة التي أدت إلى مقتل أربعة مستوطنين يهود بمدينة الخليل بالضفة الغربية بحيث في الوقت الذي تواصل فيه المقاومة الفلسطينية تنفيذ تهديداتها باستهداف إسرائيل كثفت قوات الاحتلال من حملات الاعتقال في صفوف الفلسطينيين. وأطلقت المقاومة الفلسطينية أمس قذيفة صاروخية من نوع القسام انطلاقا من قطاع غزة على منطقة بجنوب إسرائيل لم تخلف ضحايا كما لم تسبب أية خسائر مادية. ورغم أن المقاومة الفلسطينية لم تحقق الهدف في استهداف المستوطنين اليهود بإطلاقها لهذه القذيفة فإن العملية تأتي في إطار الخطوة التي اتخذها 13 فصيلا فلسطينيا من بينهم حركة المقاومة الإسلامية ''حماس'' بتنسيق وتكثيف عملياتهم الهجومية ضد الاحتلال الإسرائيلي. وكانت حركة حماس قررت عدم وقف عمليات المقاومة في تأكيد على رفضها لمفاوضات السلام التي انطلقت رغم رفض حكومة الاحتلال تلبية المطالب الفلسطينية وفي مقدمتها وقف الاستيطان بل على نقيض ذلك واصلت قوات الاحتلال اعتداءاتها الممنهجة ضد الفلسطينيين. واتخذت إسرائيل من عملية الخليل ذريعة لتكثيف حملاتها حيث اعتقلت فجر أمس أربعة مواطنين فلسطينيين من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية. وأفادت مصادر أمنية فلسطينية أن قوات الاحتلال اعتقلت الفلسطينيين الأربعة خلال عمليات مداهمة وتفتيش بمنازل مواطنين في المدينة. وكثفت القوات الإسرائيلية من حملات اعتقالات شبه يومية في مدن وبلدات الضفة الغربية طالت عشرات الفلسطينيين خاصة بعد العمليتين الفدائيتين الأخيرتين بالخليل وشرق مدينة رام الله. وكان الجيش الإسرائيلي استولى أول أمس على منزل لمواطن فلسطيني بعد مداهمته دقائق قليلة قبل الإفطار في منطقة البقعة بشرق الخليل وحوله إلى ثكنة عسكرية.