من المنتظر أن تسلم اليوم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ردها على الوثيقة المصرية المتعلقة بالمصالحة الفلسطينية التي تسعى القاهرة إلى حمل الفرقاء الفلسطينيين على توقيعها في أقرب وقت ممكن. وفي هذا السياق أعلن فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس أمس أن وفدا قياديا سيتوجه اليوم إلى القاهرة لتسليم رد الحركة على الورقة المصرية بشأن المصالحة الفلسطينية التي أعدتها القاهرة في مسعى لاحتواء الوضع الداخلي المتأزم وإنهاء حالة الانقسام التي أثقلت كاهل البيت الفلسطيني. وكانت مصر أعلنت تأجيل التوقيع على مشروع الاتفاق الذي أعدته للوفاق والمصالحة الفلسطينية والذي كان مقررا ليوم 26 أكتوبر الجاري لكنها أكدت في الوقت نفسه عزمها على توفير المناخ المناسب لتوقيع وتنفيذ هذا الاتفاق في أقرب فرصة ممكنة. وكانت حركة التحرير الفلسطيني "فتح" سارعت إلى التوقيع على الوثيقة المصرية من جانب واحد في محاولة لرمي الكرة بملعب غريمتها حماس بهدف تحميلها مسؤولية أي فشل يمكن أن تتعرض له الجهود المصرية في حال رفضت حماس التوقيع على الوثيقة. ويأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه سيتم الإعلان عن موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية بداية الأسبوع المقبل. وبحسب الدستور الفلسطيني فإنه من المفروض أن يتم الإعلان عن تاريخ الانتخابات قبل ثلاثة أشهر من إجرائها. وكان الرئيس الفلسطيني هدد بإجراء الانتخابات في موعدها المحدد في ال25 جانفي المقبل في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق مصالحة نهائي وشامل يضع حدا للأزمة الداخلية الفلسطينية. تزامنا مع ذلك حذر صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين من تقويض عملية السلام وتدمير رؤية الدولتين إذا استمر الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام. وجاء ذلك خلال لقاء عريقات مع القنصل الفرنسي العام فردريك ديسجنكس والمديرة العامة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" في الضفة الغربية بربارة شف ستون. وأكد المسؤول الفلسطيني أن وقف الاستيطان بما في ذلك النمو الطبيعي وبما يشمل القدسالمحتلة ليس شرطا وإنما التزام على إسرائيل والأمر نفسه ينطبق على مفاوضات الوضع النهائي حول القدس والحدود والمستوطنات واللاجئين والمياه والأمن والإفراج عن المعتقلين. وجدد المسؤول الفلسطيني رفض منظمة التحرير الفلسطينية لفكرة الدولة ذات الحدود المؤقتة أو الحلول الانتقالية طويلة الأمد مؤكدا أن "السلام لن يأتي إلا بانسحاب إسرائيل إلى خط الرابع من جوان 1967 وإقامة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدسالشرقية وحل قضايا الوضع النهائي وعلى رأسها قضية اللاجئين وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة".