وصل وفد من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أمس إلى العاصمة المصرية لبحث التوترات المتصاعدة مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" والتهدئة التي تم التوصل إليها بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، في حين يتوقع أن ترعى واشنطن اجتماعا يجمع فريقي التفاوض الإسرائيلي والفلسطيني.وقال مسؤولون في غزة أن وفدا من حماس سيشمل قياديين من الحركة في قطاع غزة، كما سيشارك في المحادثات موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي المقيم في سوريا.وينتظر أن يلتقي الوفد أيضا قيادة المخابرات المصرية في إطار المفاوضات التي تتوسط فيها مصر بشأن مصير الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أسرته المقاومة الفلسطينية في غزة منذ جويلية 2006.وقال مصدر فلسطيني مطلع أن مصر ستوجه خلال أيام قليلة دعوات إلى كل الفصائل الفلسطينية تمهيدا لإمكانية إطلاق حوار فلسطيني برعاية جامعة الدول العربية، وأضاف أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وافق خلال لقاء مع الرئيس المصري محمد حسني مبارك على أن ترعى القاهرة جهود إطلاق حوار داخلي بهدف إنهاء حالة الانقسام التي يعاني منها الصف الفلسطيني.ويأتي الحوار بين حماس وفتح إثر الاعتقالات المتبادلة في كل من الضفة الغربية في صفوف أنصار حماس وفي قطاع غزة في صفوف أنصار فتح، حيث نفذ الطرفان اعتقالات شملت كوادر وعناصر الفريق الآخر بعد التأزم الذي أعقب تفجير سيارة على شاطئ غزة أوقع خمسة قتلى في صفوف حماس، وفي الولاياتالمتحدة يتوقع أن ترعى وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس اجتماعا ثلاثيا مع فريقي التفاوض الإسرائيلي والفلسطيني في واشنطن في وقت لاحق من الأسبوع.وتوجهت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني إلى واشنطن أمس لإجراء محادثات مع المفاوض الفلسطيني أحمد قريع ونظيرتها الأمريكية التي تحث الجانبين على التوصل إلى اتفاق سلام قبل انتهاء فترة الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش في جانفي 2009. يأتي ذلك بعد جدل أثارته تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أول أمس أمام الكنيست استبعد فيها -للمرة الأولى- إمكان التوصل إلى "تفاهم" مع الفلسطينيين يشمل القدس "بحلول أواخر العام"، واستدعى ذلك رد فعل الرئاسة الفلسطينية التي أكدت أنها لن تقبل أي اتفاق لا يشمل المدينة المقدسة، وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينه من القاهرة "لن نقبل أي اتفاق لا يشمل القدس"، وشدد على أن "القدسالشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية وأن تصريحات أولمرت محاولة للتهرب من التزامات مؤتمر أنابوليس ورؤية الرئيس جورج بوش وإرادة المجتمع الدولي الذي يجمع على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقية".وقال المفاوض الفلسطيني صائب عريقات إن تصريحات أولمرت تظهر عزم إسرائيل على تدمير المفاوضات وعملية السلام، وقال القيادي بحماس محمود الزهار أن إسرائيل التي تساندها الولاياتالمتحدة ليست لديها النية لإعطاء الفلسطينيين "مطالبهم الأساسية وهي إقامة دولة مستقلة"، مضيفا وهذا هو السبب في أن حماس اختارت النضال، وأشار أولمرت أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست خلال جلسة مغلقة إلى مسائل الحدود واللاجئين والأمن بقوله "فيما يتعلق بالقضايا الثلاث الأخرى أقدر أنه سيكون ممكنا التوصل إلى تفاهمات بحلول نهاية العام بما في ذلك مسألة اللاجئين"، ووصف الفجوات بين الجانبين بشأن القضايا الثلاث بأنها "ليست مما لا يمكن التغلب عليها".