أعربت السيدة كاتيا هيسل كاتبة الدولة الألمانية للاقتصاد والمنشآت والنقل والتكنولوجيا بمقاطعة بافاريا بجنوب ألمانيا أول أمس عن رغبة بلادها في تكثيف التعاون الاقتصادي والتجاري مع الجزائر، مؤكدة في هذا السياق الاهتمام الكبير الذي توليه المؤسسات البافارية للسوق الجزائرية ورغبتهم في الإستثمار بالجزائر وفي المساهمة في نقل المعرفة والتكنولوجيا والتكوين. وأكدت السيدة هيسل التي التقت أول أمس مع مسؤولي قطاعات الطاقة، النقل، الموارد المائية والصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار أن تحديد طرق ووسائل تطوير وتكثيف التعاون الاقتصادي والتجاري بين المؤسسات الألمانية والجزائرية يعتبر الهدف الرئيسي لزيارتها إلى الجزائر على رأس وفد هام من رجال الأعمال ورؤساء المؤسسات البافارية، مشيرة إلى أن العديد من الشركات الألمانية تقيم اتصالات مباشرة مع نظيراتها الجزائرية، بهدف تطوير شراكات محتملة في مختلف مجالات النشاط. وكشفت في هذا الصدد بأنه من بين 530 مؤسسة ألمانية تربطها علاقات تجارية مع نظيراتها الجزائرية، 80 مؤسسة تتواجد في السوق الجزائرية، مؤكدة في سياق متصل بأن المؤسسات الألمانية لا تنوي فقط تسويق سلعها في السوق الجزائرية وإنما كذلك ربط شراكات مستديمة مع نظيراتها الجزائرية. وقد شكل موضوع تطوير التعاون الجزائري الألماني في مجال الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة محور المحادثات التي جمعت وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار السيد محمد بن مرادي مع المسؤولة الألمانية أول أمس، حيث أكد الوزير لضيفة الجزائر، حسبما جاء في بيان الوزارة، أن الخيارات الاستراتيجية للجزائر لم تتغير، وأن المسعى الأساسي يبقى يمثل البحث عن شراكات تعود بالفائدة على الجميع، موضحا في هذا الإطار بأن الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة ترمي في واقع الأمر إلى تشجيع نقل التكنولوجيا لفائدة الجانب الجزائري، وأن المهلة التي طلبتها الجزائر من الاتحاد الأوروبي لا تعني بأي شكل من الأشكال إعادة النظر في اتفاق الشراكة، وإنما تهدف لتمكين المؤسسات الجزائرية العمومية والخاصة من خلق الثروة وترقية التنافسية وتطوير مجال تصدير منتجاتها المصنعة. من جانب آخر؛ أوضح السيد بن مرادي أنه يحمل رؤية جد إيجابية عن الشراكة مع المؤسسات الألمانية، داعيا إياهم إلى القدوم بكثافة للاستثمار في الجزائر، ولا سيما في القطاعات التي تساهم في النمو على غرار الصناعات الثقيلة والميكانيك والكيمياء، وكذا في مجال توسيع نسيج المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمناولة. ومن جانبها؛ ذكرت السيدة كاتيا هيسل خلال اللقاء، بالاهتمام الكبير الذي توليه المؤسسات البافارية للسوق الجزائرية، مؤكدة إرادة المقاولين البافاريين في الاستثمار أكثر في الجزائر وأن يكون لهم حضور دائم، ليس فقط لتكثيف المبادلات التجارية وإنما أيضا للمشاركة في نقل المعرفة والتكنولوجيا والتكوين. كما أكدت المسؤولة الألمانية خلال استقبالها من قبل وزير النقل السيد عمار تو اهتمام عدد من المؤسسات البافارية بالمشاريع الكبرى التابعة لقطاع النقل في الجزائر ورغبتها في المشاركة في المناقصات التي تخص هذه المشاريع، معبرة في هذا الصدد عن طموح مقاطعتها في إقامة علاقة قوية مع الجزائر، بينما ذكر السيد تو من جهته بأن إجراءات قانون الصفقات العمومية، تعد إلزامية على كل المؤسسات التي تهتم بالمناقصات التي يعلن عنها القطاع، واغتنم الوزير الفرصة للتطرق إلى البرنامج الطموح المتمثل في تطوير الشبكة الوطنية للسكك الحديدية، ولا سيما في شقه الخاص بالطريق الجانبي للهضاب العليا الذي تنطلق أشغاله قريبا. بدوره تناول وزير الموارد المائية السيد عبد المالك سلال مع كاتبة الدولة الألمانية للاقتصاد والمنشآت والنقل والتكنولوجيا بمقاطعة بافاريا، السبل والوسائل الكفيلة بإقامة شراكة مثمرة بين الجانبين، فضلا عن المبادلات والتعاون في الميدان العلمي والتقني، حيث أكد الوزير ضرورة إقامة تطوير حيوي للتعاون العلمي والتقني بين الجزائروألمانيا. كما تناول اللقاء، حسب بيان للوزارة، مختلف أهداف تطوير قطاع الري في الجزائر، ولا سيما في إطار البرنامج الخماسي الجديد 2010-,2014 حيث أعربت الوزيرة الألمانية عن استعدادها وكذا استعداد المتعاملين الألمان للمساهمة بشكل اكبر في مجال التنمية في الجزائر-.