نصبت وزارة الصحة مؤخرا، لجنة خاصة بفحص الحسابات التجارية والتدقيق في المشاريع الاستثمارية الأجنبية الناشطة في الجزائر في مجال صناعة الأدوية بعد التأكد من توقف عدد منها وتحويل البعض منها نشاطها الرسمي في الوقت الذي استفادت فيه عدة مخابر أجنبية من تحفيزات وتشجيعات لفتح مصانع ومخابر لإنتاج أدوية محلية، ومن جهة أخرى كشف المخبر الفرنسي ''سانوفي افانتيس'' عن فتح مصنع لإنتاج 100 مليون وحدة بالمدينة الجديدة سيدي عبد الله الشهر المقبل. تحقيقات معمقة وزيارات تفتيش فجائية سيقوم بها عدد من المفتشين من وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات بأمر من المسؤول الأول عن القطاع الذي قرر تقييم مدى نجاعة وتقدم المشاريع الاستثمارية الأجنبية في قطاع الأدوية بالسوق الجزائرية. وتهدف الوزارة من التحقيقات التي ستقوم بها لجنة فحص الحسابات التجارية الوقوف على مدى مطابقة دفاتر الشروط وتعهدات المخابر الأجنبية التي وقعتها مع الوزارة نظير الاستفادة من تحفيزات وتشجيعات بغرض نقل الخبرات والتجارب والتكنولوجيات الحديثة لتطوير صناعة الأدوية بالجزائر، وسيكون عمل اللجنة على ضوء بعض التقارير التي أرسلت للوزارة الوصية عن تقاعس عدد من المخابر الأجنبية عن تنفيذ وعودها، وتحويل بعض المشاريع عن طابعها الرئيسي المتفق عليه، علما أن عمل المفتشين سيكون مفتوحا مبنيا على المعاينة الميدانية والتدقيق في الملفات والحسابات لكل مخبر يستثمر بالجزائر. وعن المخابر المعنية بالتفتيش أشارت مصادرنا من وزارة الصحة أن الأمر يتعلق بكل من مخبر ''تافكو'' السعودي و''دار الدواء'' الأردني و''ابرال'' الاسباني و''صوميدال'' الفرنسي'' و''فايزر'' الأمريكي، بالإضافة إلى'' سانوفي افانتيس '' الفرنسي، وهي المخابر الأجنبية التي حولت نشاطها من استيراد الأدوية من الخارج إلى محاولة إنتاج عدد منها بالجزائر تطبيقا للقوانين الجديدة المشجعة لإنتاج الأدوية الجنيسة، ويبقى المخبر الدانماركي ''نوفو نورديسك'' الوحيد الذي تمكن من تنفيذ تعهداته بعد فتح أول مصنع له لإنتاج الأنسولين على شكل أقراص في انتظار توسيع المصنع مستقبلا للرفع من قدرات الإنتاج، مع التفكير في شراكة مستقبلية مع مجمع ''صيدال'' بغرض نقل الخبرة والتجربة. وبخصوص القرارات التي ستتخذ حيال المخابر المخالفة في حالة تأكيد التجاوزات أشارت مصادرنا إلى أنه سيتم حجز العقارات والمصانع التي استفادت منها المخابر المعنية لتوجه للمنتجين المحليين. ''سانوفي افنتس'' ينطلق أكتوبر القادم قرر المخبر الفرنسي الرائد في صناعة مختلف أنواع الأدوية ''سانوفي افانتيس'' توسيع استثماره بالجزائر من خلال فتح مصنع جديد لإنتاج أنواع من الأدوية بسعة 100 مليون وحدة سنويا بالمدينة الجديدة سيدي عبد الله بغلاف استثماري يصل إلى 80 مليون أورو، حيث يتوقع أن يدشن المدير العام للمجمع السيد كريس فارباشر المصنع الأسبوع الأول من شهر أكتوبر القادم بحضور وفد حكومي جزائري رفيع المستوى يترأسه رئيس الحكومة السيد احمد أويحيى بالنظر إلى أهمية المشروع الذي يتوقع المخبر الفرنسي أن يكون خطوة جديدة لتمتين العلاقات الجزائرية الفرنسية مع الحرص على تطبيق قوانين الاستثمار في مجال الأدوية، بعد أن تقرر تشجيع الإنتاج المحلي على الاستيراد. يأتي اختيار المنطقة الصناعية بالمدينة الجديدة سيدي عبد الله في إطار استغلال فرص الاستثمار الأجنبي بالجزائر بعد أن تم تخصيص فضاءات صناعية محفزة بالمنطقة التي تقع على بعد 25 كيلومتر غرب العاصمة، حيث استفاد المخبر من وعاء عقاري بمساحة 60 ألف متر مربع لينضم المصنع الجديد لمصانع كل من المخبر الأردني ''دار الحكمة '' والسعودي ''الكندي'' اللذين انطلقا في الإنتاج منذ مدة بالمنطقة. كما ستكون فرصة التدشين مناسبة لتعيين المدير الجديد لفرع ''افانتيس'' الجزائر السيد تيري لاف بيفر وهو من بين أهم إطارات المخبر شارك بشكل كبير في تحسين عملية توزيع الأدوية بفرنسا.