كشف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد جمال ولد عباس أمس أن سوق الدواء في الجزائر أخذ بُعدا إستراتيجيا أكثر تفتحا من خلال نسج علاقات استثمار وتكوين وإنتاج مع أكبر المخابر العالمية الشهيرة لتكون شريكة لها. ودعا الدول الشقيقة والصديقة الرائدة في المجال لتكون لها الأولوية في هذا الشأن. وأكد السيد ولد عباس خلال مداخلته بالملتقى الدولي حول الملكية الصناعية وأثرها على الاقتصاد بفندق الأوراسي، أن الجزائر تسعى إلى إرساء قواعد الصناعة الدوائية خلال المخطط الخماسي 2010- 2014 ومن أجل ذلك يوفر قطاع الصحة كل الإمكانيات اللازمة لتحقيق الهدف الكبير المتمثل في التقليص من حجم التبعية في استهلاك الدواء، مبرزا في السياق أن الجزائر صرفت في 2009 أكثر من 2 مليار دولار لاستيراد الدواء وهو رقم وصفه بالمخيف في ظل الأهمية التي تكتسيها مادة الدواء في العالم وليس في الجزائر فقط. وفي هذا الصدد، أعلن الوزير عن عزمه المضي قدما إلى جانب بعض الدول العربية الأخرى في إنشاء مكاتب تحويل التكنولوجيا في مجال البحث وخاصة في الصيدلة، من أجل بلوغ أهداف المخطط الخماسي الجاري الذي يسعى لجعل إنتاج الدواء قوة للسيادة الوطنية والقضاء على التبعية التي قال عنها السيد ولد عباس أنها أخطر من التبعية الغذائية مذكرا بأن الجزائر متفتحة على نقل التكنولوجيا وليس على استيراد الدواء. وقال الوزير أن ما تنتجه صيدال من أدوية غير كاف لتغطية السوق الوطنية حيث قدرت نسبة التغطية ب38 بالمائة فقط، مؤكدا ضرورة العمل على إنتاج الأدوية للأمراض غير المعدية على غرار أمراض القلب، السرطان، السكري وأمراض الكلى. وأشار المتحدث إلى جودة العلاقات القائمة بين الجزائر والأردن، الذي يعتبر ثالث متعامل مع الجزائر في مجال استيراد الدواء، وهو ما أكدته السيدة حنان جودت السبول الأمينة العامة للاتحاد الأردني لمنتجي الأدوية والمستلزمات الطبية ل''المساء'' حيث قالت أن صناعة الدواء في الأردن أضحت قطبا حيويا ليس في الوطن العربي فحسب بل حتى في العالم وأن ما نسبته 75 بالمائة من إنتاج الدواء يصدر نحو الخارج وأن حوالي 20 بالمائة يصدر نحو الجزائر. وكشفت المتحدثة أن مجموعة من المشاريع الأخرى المتعلقة بالصناعة الصيدلية ستكرس قريبا من خلال الاستثمار المباشر وإبرام شراكات مع المؤسسات الجزائرية واستثمارات عن طريق التواجد المباشر.