حقق فريق مولودية الجزائر أول أمس بطرابلس، إنجازا كبيرا من خلال انتصاره على الاتحاد الليبي بعقر داره بنتيجة هدف مقابل صفر (1-0) لحساب مباراة الدور نصف النهائي ذهاب لكأس اتحاد شمال إفريقيا للأندية البطلة. وظهر مردود ممثلنا في هذه المنافسة متباينا من شوط إلى آخر، حيث كانت السيطرة على مجريات اللعب في المرحلة الأولى من المباراة لصالح أصحاب الأرض الذين تحكموا في زمام الأمور أحسن من منافسيهم وشنوا حملات هجومية خطيرة على الأجنحة، أربكت في كثير من المرات دفاع المولودية الذي سعت عناصره إلى إبعاد الكرة من منطقتها بأية طريقة، وكثيرا ما تدخل الحارس زماموش لإنقاذ الموقف بفضل ارتماءاته الشجاعة على أرجل حاملي الكرة، وكانت أخطر فرصة للفريق الليبي في الدقيقة الثانية والعشرين عندما اصطدمت كرة أحد مهاجميه بالعارضة الأفقية، وأمام الوضع الصعب الذي كان يجتازونه، اختار لاعبو المدرب ألان ميشال التموقع في الدفاع ومحاولة ملء وسط الميدان، ما أتاح لهم فرص القيام بهجومات معاكسة عن طريق الثنائي عمرون ويوسف سفيان، حيث استطاع هذا الثنائي بفضل تحركاته السريعة أن يحدث ثغرات كبيرة في الخط الخلفي للاتحاد الليبي وضيع سفيان هدفين بسبب تسرعه أمام الحارس الليبي... في الشوط الثاني تغيرت الأمور بعدما شعرت مولودية الجزائر أن بإمكانها الوصول إلى شباك المنافس، حيث لم تمر أكثر من خمس دقائق على عودة الفريقين إلى أرضية الميدان حتى تمكن يوسف سفيان من تسجيل هدف فريقه، وحرر بذلك زملاءه الذين اكتسبوا الثقة في النفس، مما سمح لهم الصمود أمام العودة القوية للفريق الليبي الذي بحث عن تحقيق التعادل برمي كل قواه في الهجوم لكن النتيجة بقيت على حالها، واستطاع الحارس زماموش إيقاف ضربة جزاء احتسبها الحكم لصالح الليبيين. وتأتي هذه النتيجة الرائعة لتعيد الأمل لفريق المولودية الجزائر الذي يمر بفترة صعبة للغاية في البطولة الوطنية، حيث تراجعت نتائجه وأدى ذلك الى إثارة التوتر في محيطه. وما يتمناه أنصار المولودية هو أن يشكل هذا الانتصار انطلاقة جديدة لفريقه، لا سيما وأن هذا الانتصار جاء خارج الديار، ومن شأنه أن يعطي نفسا جديدا لزملاء كودري ويبعد عنهم الضغط الذي عانوا منه في الفترة الأخيرة. ألان ميشال : لا زلت أثق في إمكانيات فريقي ولا شك أن نتيجة طرابلس أنقذت المدرب ألان ميشال من الإقالة التي كانت وشيكة، بالنظر إلى ما أكده مسيرو النادي قبل سفر التشكيلة إلى ليبيا، حيث حملوه مسؤولية النتائج السلبية الأخيرة للفريق، إلا أن التقني الفرنسي دافع عن خياراته وقال أمس أنه لا يزال يثق في إمكانيات تشكيلته، حيث أكد أن الفضل في تحقيق هذه النتيجة يعود إلى المجهودات التي بذلها اللاعبون، وذكر بشكل خاص المهاجم يوسف سفيان ووسط الميدان عمار عمور، قائلا عن هذا الأخير أنه استعاد الجرأة في اللعب التي ميزته في المواسم السابقة. بالنسبة لألان ميشال، مولودية الجزائر تبقى مستعدة للعودة إلى الواجهة سواء على الساحة الوطنية أو الإفريقية وحظوظها في بلوغ المباراة النهائية لكأس اتحاد شمال إفريقيا قائمة بنسبة كبيرة، حيث تستقبل منافسها اتحاد ليبيا في مباراة العودة يوم 21 نوفمبر الجاري بملعب 5 جويلية