يسعى المشاركون في فعاليات الملتقى الدولي الأول الذي تحتضنه جامعة المسيلة أواخر نوفمبر الجاري، حول موضوع ''دور الجامعة في نشر المعرفة داخل المجتمع في ظل العولمة''، لتبرير دواعي وجود هذه المؤسسة التعليمية، من خلال العمل على تحقيق المواءمة بين رسالتها ورؤيتها وأهداف مجتمعاتها بصفة عامة. وسيعكف المشاركون المدعوون من عدة دول عربية وأوربية لتنشيط أشغال هذا الملتقى، الذي ينظمه قسم علم الإجتماع والديموغرافيا بنفس الجامعة يومي22 و23 نوفمبر,2010 على تسليط الضوء أكثر على هذه الإشكالية ومناقشتها وطرح موضوعات العلاقة بين الجامعة والمجتمعات، وسبل ترقية أدائها قصد الوصول إلى نماذج إيجابية يمكن الإعتماد عليها في الإستثمار البشري والمادي الأرقى في المجتمعات العربية على وجه الخصوص. ويهدف هذا الملتقى الدولي الأول من نوعه، الذي يتناول هذا الموضوع بجامعة المسيلة، إلى إلقاء نظرة شاملة على الدور الذي يمكن أن تلعبه الجامعة، لا سيما الجزائرية منها للتأثير على المجتمع إيجابيا، وهذا انطلاقا من الإجابة على عدة أسئلة ذات صلة بماهية الجامعة ودورها الرئيسي في المجتمع من أجل شراكة تنموية مستمرة. إضافة إلى تحديد جوانب أهمية الجامعة وتحليل فكرة حصر دورها في إطار التعليم الأكاديمي والبحث العلمي دون غيره، إلى جانب الإجابة على عدة تساؤلات تدور حول إمكانية قيادة الجامعة للمجتمع، وماذا ينبغي فعله تلبية لحاجيات الأفراد؟. وسيتناول الضيوف العرب والأجانب المهتمون بشؤون الجامعات العربية والغربية ومنظمات المجتمع المدني، موضوع الملتقى بتحليل ونقاش هذه النقاط عبر محورين رئيسيين، يتضمن الأول الإطار المفاهيمي العملياتي للجامعة والمجتمع، بمحاولة تحديد طبيعة ومسارات وأشكال العلاقة بين هذين الكيانين وأدوار ووظائف كل كيان على حدة، إلى جانب تبيان خصوصيات ومتطلبات التنمية وأدوار الجامعات في تحقيقها لفائدة الصالح العام، من خلال استشراف مستقبل هذه العلاقة التي تحتاج إلى التمتين مقارنة بواقعها في الدول العربية. في حين يخصص المحور الثاني كموضوعات للمناقشة في العلاقة بين الجامعة والمجتمع، على ضوء الإستقلالية والحريات الأكاديمية للجامعات، وفق ما تنص عليه القوانين والتشريعات الحكومية في هذا الإطار. كما سيتم التطرق في هذا المحور إلى إجراءات وطرق تمويل الجامعات، والخيارات والتوجهات الكبرى التي تنشدها، إلى جانب رصد تطلعات المجتمعات لأدوار الجامعات والتركيز على إشكالية المصداقية والثقة التي تواجه مؤسسات التعليم العالي وكيفية اعتمادها. وينتظر بحسب برنامج هذا الملتقى أن يخرج المشاركون في الختام، بتوصيات هامة تصب في هذه الإتجاهات الإستراتيجية، التي يتوجب على الجامعات انتهاجها لتحقيق التنسيق والتكامل بين ما تقدمه من منتوج وما يحتاجه المجتمع-.