لا بد من معرفة الفرق بين المكملات الغذائية والمنشطات الهرمونية في هذا الحوار يتحدث السيد ''فاروق بليلتة'' صيدلاني وممثل شركة ''باست فورم'' المختصة في بيع المكملات الغذائية وبعض المنشطات لرياضة كمال الأجسام، عن الفرق بين المكملات الغذائية والهرمونات المنشطة بالدرجة الأولى وكذا عن مدى تأثير الهرمونات البناءة والمنشطات على صحة الإنسان. - هناك شباب هواة بناء الأجسام يستعملون هرمونات وأدوية لنفخ عضلاتهم بحثا عن مظهر عصري، فما مدى تأثير هذه المواد على صحة الإنسان؟ * من الأسئلة الرائجة لدى الرياضيين وخاصة رياضيي كمال الأجسام: كيف أحصل على عضلات ضخمة؟ وبودي توضيح أمر أنه لا توجد أدوية لنفخ العضلات، فمن وجهة نظر علمية فإن العضلات تتكون من ألياف عضلية، وللحصول على عضلات بارزة، يجب الحصول على كتلة عضلية وحجم عضلي، والكتلة العضلية يمكن تعريفها بعدد الألياف العضلية التي تقاس بالوزن (كلغ)، أما بالنسبة للحجم العضلي أو ''النفخ'' كما يوصف فهو يدل على حجم هذه الألياف، وبالإمكان تحسين نمو الكتلة العضلية باحترام عدة عوامل لنموها ومنها: - اتباع حمية غذائية متوازنة من حيث البروتينات، والسكريات... * احترام أوقات الراحة (النوم) - اجتناب حالات القلق التي تعمل على تفكيك الكتلة العضلية. *أما بالنسبة للحجم العضلي فلا يمكن الحصول عليه إلا بالقيام بتمارين رياضية محددة. وبالعودة لسؤالكم فإن الإجابة عنه تنقسم الى شطرين: أولا معرفة أن الوجبة اليومية المتزنة لا بد أن تتكون من عدة عناصر أساسية، وهي البروتينات (الأحماض الأمينية): (الحليب، البيض، اللحوم...)، السكريات (القمح، العجائن...)، الفيتامينات والمعادن (نجدها بكثرة في الخضر والفواكه)، الأحماض الدهنية (الزيوت ومشتقاتها)، الألياف الغذائية (توجد في الخضر بكثرة) تساهم هذه المكونات في العمل الجيد لجميع وظائف جسم الإنسان والنقص أو الاستهلاك غير المنتظم لهذه العناصر الأساسية يؤدي إلى ظهور ما يعرف بأمراض سوء التغذية. ثانيا وهو الأهم معرفة أن المكملات الغذائية هي كل منتوج يحتوي على أحد أو عدة عناصر غذائية التي تم ذكرها، ويتم تناولها حسب الحاجة. فيُنصح مثلا بتناول زيت السمك كمكمل غذائي لتحسين الذاكرة (لأنه يحتوي على أحماض دهنية تعرف باسم أوميغا-3 والتي تعتبر من المكونات الأساسية لخلايا الدماغ)، كما يُنصح بتناول مستخلصات من القشريات كالجمبري كمكمل غذائي لمعالجة التهاب المفاصل (لاحتوائه على الغليكوزامين والتي تعتبر من أهم مكونات الغضروف المفصلي)... كما ينصح باستهلاك مكملات غذائية غنية بالبروتين بالنسبة للأشخاص الذين يعانون السمنة أو هم في فترة نقاهة. - هل هذا يعني أن استعمال المكملات الغذائية يقتصر على الرياضيين وخاصة ممن يمارسون رياضة كمال الأجسام فقط ؟ * بالنظر لمكونات المكملات الغذائية (بروتينات، فيتامينات، معادن...) يمكن استعمالها من طرف أي شخص يريد تحسين أو إكمال الوجبات التي يتناولها في اليوم، وتجدر الإشارة هنا إلى أن حليب الأطفال يعتبر مكملا غذائيا ويحتوي على نفس التركيبة التي تحتويها المكونات الغذائية التي يستعملها الرياضيون أو الأشخاص البالغون، فقط تختلف نسب هذه المكونات باختلاف السن، والوزن، والجنس، وكمية الطاقة أو الحريرات المستهلكة يوميا، إذاً فإن الرياضيين يلجأون لاستهلاك المكملات الغذائية لتوفير أكبر كمية من السعرات الحرارية والمغذيات التي يحتاجونها لإكمال التدريب ولتحسين الأداء الرياضي، لأنه من الصعب بل من المستحيل توفير ما يحتاجه الرياضي من غذاء عن طريق الوجبات العادية. - ولكن هل هناك أضرار أو مضاعفات تنجم عن تناول تلك المكملات الغذائية؟ * لا أبدا، فإذا كان للمكملات الغذائية أعراض جانبية فمن الأجدر أن نخاف على صحة الرضع أولا، والأكثر من ذلك أني سأعيد صياغة سؤالكم هذا كالتالي: ما هي الأخطار الناجمة عن الإكثار من تناول المكملات الغذائية؟ وكجواب أقول هي نفس الأخطار التي قد نواجهها عند الإكثار من تناول أي الطعام، والمثل يقول إذا زاد الشيء عن حده انقلب إلى ضده. لذلك نؤكد أن المكملات الغذائية تستهلك بهدف إكمال الوجبات وإحداث توازن بين المكونات الأساسية للأطعمة. - ما هي أنواع المكملات الغذائية الرائجة في الجزائر أو المطلوبة منها بكثرة؟ * بالنسبة للمكملات الغذائية التي تلقى شعبية كبيرة من طرف الرياضيين: ميسكل جويس (Muscle Juice)، سيريوز ماس(Serious Mass)، وهي عبارة عن مزيج متوازن من البروتينات، والفيتامينات، والسكريات ... مما يتداول أيضا على ألسنة الرياضيين، كلمة (Whey Protein)، وهي كلمة إنجليزية تعني بروتين مصل الحليب. كما يلجأ الرياضيون لاستعمال الكرياتين (Créatine) لرفع مستويات الطاقة وتحسين الأداء الرياضي، وهناك كذلك مكملات غذائية معروفة جدا وهي: زيت السمك (يستهلكه عادة الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والشرايين)، الزنك وهو معدن يُستهلك لتحسين الشهية... - بذكركم للكرياتين، يُقال إنها من المنشطات ولها تأثيرات سلبية على الصحة لكون تأثيراتها الجانبية خطيرة على عمل الكلى؟ * الكرياتين هي مادة ذات طبيعة بروتينية يوفرها الجسم بطريقتين: الأولى باستهلاكها عن طريق الأغذية الغنية بالبروتينات (اللحوم، الألبان وخاصة السمك) والثانية بتركيبها ابتداء من الأحماض الأمينية وتلعب الكرياتين دورا هاما في توفير الطاقة للعضلات. بالنسبة لشخص بالغ، يحتاج حوالي 3غ إلى 5غ من الكرياتين في اليوم. وبالنسبة للرياضيين، فإن أخذ من 10 إلى 20 غ في يوم التدريب لا يشكل أي خطر لا على المدى القريب أو البعيد (حسب دراسات تجريبية دامت 5 سنوات). ومع ذلك فإننا ننصح باستهلاك 5غ من الكرياتين فقط يوم التدريب، وبصفتها مادة يمكن لجسم الإنسان تصنيعها، ويمكن استهلاكها من الأغذية، فإن الكرياتين ليست على لائحة المواد الممنوعة أو المواد المنشطة. إن ما يجب توضيحه للناس حقيقة هو وجود خلط في التسميات العلمية، حيث توجد مادة أخرى تعرف باسم الكرياتينين (créatinine) والتي تتواجد في الدم بكمية ثابتة (إلا في حالات الحمى أو بعض الأمراض التي تصيب العضلات أو أثناء القيام بجهد عضلي أين يرتفع تركيزها في الدم والبول وهذا راجع إلى التفكك العضلي). وعند قياس كمية الكرياتينين في الدم والبول يمكن أن نعرف مدى عمل الكلى، إذا كان تركيزها عاليا في الدم فإننا نخمن وجود عجز في الوظيفة الكلوية وليس العكس، أي من الخطأ التفكير في أنه عندما ترتفع نسب الكرياتينين فإن هذا سيؤثر على الوظيفة الكلوية بل عندما يكون عجز في الوظيفة الكلوية فإن الكرياتينين لا تُصفى بشكل طبيعي وبذلك يرتفع تركيزها في الدم. - إذا كانت كل هذه إيجابيات المكملات الغذائية فما الداعي للترويج إلى خطرها على صحة ممارسي رياضة كمال الأجسام؟ * المنشطات الهرمونية هي التي تشكل خطرا على الصحة وليس المكملات الغذائية، فعلميا نقول عن مادة إنها من المنشطات إذا قامت بتغيير العمل الفيزيولوجي الطبيعي لأنظمة الجسم بهدف تحسين القدرات العقلية والجسدية للرياضيين مثلا، فالهرمونات البناءة هي مجموعة من المواد التي تصنف ضمن المواد المنشطة. ولكل هذه المواد تأثير سلبي على صحة الرياضي على المدى القريب أو البعيد، فنجد على لائحة المواد الممنوعة مواد ذات استعمال يومي وتعتبر منشطة عند الإكثار من تناولها، ونذكر هنا: الكافيين الموجودة في القهوة مثلا، ونشير إلى أن المنشطات توجد بالصيدليات وتوصف من طرف الطبيب. - ولماذا يلجأ الرياضيون لاستعمال هذه المواد المنشطة إذا كانت مضرة؟ * يلجأ الرياضيون لاستعمال الأدوية المنشطة لعدة أسباب ومنها: - تغيير بنية الجسم (المورفولوجيا): وخاصة عند رياضيي كمال الأجسام، حيث يعمد الرياضيون إلى استعمال هرمونات لتحفيز البناء العضلي وللحصول على عضلات ضخمة، ومن بين المواد المعروفة بين ممارسي هذه الرياضة: السوماتوتروبين (Somatotropine) والستيرويدات البناءة (Stéroïdes anaboliques). * زيادة الحصول على الأكسجين: يعمد بعض الرياضيين وخاصة العدائين ومتسابقي الدرجات الهوائية إلى تحسين امتصاص الأكسجين في الدم وبذلك زيادة وصوله للعضلات. ولهذا يلجأون لاستعمال الصالبيتامول (Salbutamol) وهو عقار مصنوع خصيصا لعلاج مرض الربو. كما يستعملون لنفس الغرض هرمون الإريتروبويتين (EPO) وهو هرمون طبيعي يعمل على زيادة إنتاج الكريات الحمراء في الجسم التي تعمل بدورها على نقل الأكسجين إلى جميع أنسجة الجسم بما في ذلك العضلات. لتحسين التركيز وللحد من الإحساس بالألم: يستعمل الرياضيون بعض الأدوية المخصصة لعلاج اضطراب عمل القلب كالبروبانولول (Propanolol) لزيادة التركيز والتقليل من عدد دقات القلب. - ما هو تأثير الأدوية المنشطة والهرمونات البناءة على صحة الإنسان؟ * كل من الهرمونات البناءة والمنشطات صنعت خصيصا لعلاج بعض الأمراض، لكن استعمالها غير الشرعي يؤدي إلى اضطرابات عامة في أنظمة الجسم، فمثلا هناك الستيرويدات البناءة (التستسترون) التي تستعمل لعلاج بعض أصناف العقم عند الرجال، ولكن البعض يلجأون لاستعمالها لتسريع نفخ الكتلة العضلية، واكتساب مزيد من القوة والقدرة على التحمل ومن أهم أثارها السلبية العقم عند الرجال، سرطان البروستات، أزمات قلبية مفاجئة، ظهور حب الشباب، وظهور أثداء لدى الرجال. هناك أيضا بخاخة الصالبيتامول المستعملة لدى مرضى الربو والتي يعتمدها الرياضيون لاكتساب مزيد من الأوكسجين في حالات التدريب المستمر، ومن أهم مضارها حدوث اضطراب في دقات القلب، حالات قلق، ارتجاج وتشنج العضلات، ونذكر كذلك مادة الكورتيزول المنشطة التي تستعمل للتقليل من الإحساس بالألم، ومن آثارها عدم القدرة على النوم، مرض السكري، يقلل من القدرات المناعية، ويصيب بارتفاع ضغط الدم، كذلك مادة غونادوتروفين (HCG) وهو هرمون لتسريع نفخ العضلات ويتسبب لدى متناوله ظهور أثداء لدى الرجال، أزمات قلبية مفاجئة، سرطان البروستات والعقم عند الرجال، وهناك أيضا سوماتوتروبين وهو هرمون يسبب تضخم الكبد على المدى البعيد.