أعربت الجزائر عن دعمها للمشروع الأمريكي الرامي إلى ترقية الشراكة الأمريكية- المغاربية، وأكد وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار السيد محمد بن مرادي أمس أن هذه المبادرة يجب أن تراعي المصلحة المشتركة وأن تكون لها فائدة اقتصادية على الطرفين. وذكر السيد بن مرادي لدى إشرافه أمس بفندق الهيلتون بالعاصمة رفقة كاتب الدولة الأمريكية المساعد للاقتصاد والطاقة والعلاقات التجارية السيد جوزي فيرنانديز على ندوة حول ترقية الشراكة الأمريكية - المغاربية، أن الجزائر لن تدخر جهدا من أجل دعم المبادرة الأمريكية التي تهدف إلى ترقية المقاولين الشباب بالمنطقة. وقال أن تجسيد هذه المبادرة سيمكن من إبراز القدرات المعتبرة في مجال المقاولة التي يمثلها الشباب حاملو المشاريع بالمنطقة المغاربية، كما أنها ستفتح المجال أمام تجسيد شراكة عابرة للمحيط الأطلسي. واقترح الوزير في سياق حديثه عن هذه المبادرة الأخذ بعين الاعتبار باقتراحات المقاولين الشباب وشدد على ضرورة دعم برنامج إنشاء مركز امتياز إقليمي يندرج في إطار المبادرة، كفيل بضمان مرافقة مثلى للشباب حاملي المشاريع بالفضاء المغاربي. وكان الوزير بن مرادي يتحدث أمام عشرات المقاولين الجزائريين والمغربيين والموريتانيين والليبيين والتونسيين الذين يشاركون في هذه التظاهرة الأولى من نوعها والتي جاءت بمبادرة أمريكية. وحضر الجلسة الافتتاحية إضافة إلى المقاولين الشباب مقاولون يمثلون منظمات أرباب العمل الجزائرية. وتم اقتراح هذه المبادرة بمناسبة انعقاد القمة التي جمعت في جوان 2010 الرئيس الأمريكي باراك أوباما وأكثر من 250 مقاولا مثلوا 50 بلدا مسلما منهم ثمانية مقاولين من الجزائر. وحول المبادرة قال السيد جوزي فيرنانديز في ندوة صحفية عقدها على هامش أشغال الاجتماع، أن الهدف منها هو مرافقة المقاولين الشباب المغاربة لإنشاء مؤسساتهم ونفى أن تكون هناك أية دوافع أو خلفيات سياسية لهذا التصور الجديد الذي رسمه الرئيس باراك اوباما في خطابه الموجه للمسلمين الذي ألقاه في 4 جوان من العام الماضي. وأكد أن الإدارة الأمريكية تلقت ردا إيجابيا من طرف حكومات دول المنطقة المعنية بالمبادرة وذلك خلال اجتماعات رفيعة المستوى. وأوضح المسؤول الأمريكي أن بلاده تسعى لأن يكون لها حضور قوي في المنطقة المغاربية.وحول الندوة أشار إلى أنها تهدف إلى إنشاء شبكات مؤسسات مهمتها تنفيذ الأفكار المتعلقة بترقية المقاولة بالمنطقة. وأضاف في هذا السياق ''يتمثل هدفنا في إقامة علاقات بين القطاعات الخاصة بالمنطقتين من أجل تقاسم أفكارهما ومعرفتهما وخبرتهما بغية إيجاد فرص أعمال جديدة (...) خصوصا استحداث مناصب شغل بالمنطقة المغاربية بالنسبة لفئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 إلى 35 سنة على وجه الخصوص''. وأوضح أن الأمر يتعلق بالشركات التي تقوم بتجسيد الأفكار المتعلقة بترقية المقاولة على أرض الواقع وهذا هو التحدي الكبير الذي يتعين رفعه من خلال إنشاء شبكات وتوفير التمويلات المناسبة'' لمرافقة هؤلاء المقاولين الشباب. ولتحقيق هذا الهدف يقول السيد فيرنانديز ''سنعمل سويا أولا من أجل إنشاء مراكز امتياز لتقاسم أحسن الممارسات الخاصة بترقية المقاولة قصد مرافقة المقاولين الشباب بالمنطقة في مجال التسيير والتمويل''. ونفى المسؤول الأمريكي أن تكون بلاده قد مارست ضغوطا على أي طرف لقبولها، كما استبعد أية محاولة أمريكية لممارسة ضغوط على دول المنطقة للعمل في إطار مغاربي موحد. وأوضح أن المبادرة لا تصنف على أنها أمريكية بحتة بل هي مشروع شراكة تتقاسمه الدول المغاربية والولاياتالمتحدة. وأضاف أن الفلسفة التي يرتكز عليها المشروع هي الشراكة بما يخدم مصالح الطرفين والشعبين المغاربي والأمريكي، بحيث ستسمح المبادرة التي تحمل شعار ''شراكة شمال إفريقية من أجل الفرص الاقتصادية'' في تحقيق هذا المبتغى. وحسبه فإن شبكة الشراكة هذه التي تجمع كل الدول المغاربية تشكل ''عنصرا هاما للشراكة من أجل انطلاقة جديدة تتمثل في مبادرة عالمية تهدف إلى تعميق الروابط بين القطاع الخاص للولايات المتحدة وجميع الجاليات المسلمة في العالم''. وتتمحور الشراكة الجديدة حسب ما أوضحه المسؤول الأمريكي حول ثلاثة محاور وهي إنشاء معهد افتراضي شمال إفريقي للفرص الاقتصادية وشبكة اجتماعية لرجال الأعمال والمقاولين الشباب وندوة سنوية بين الولاياتالمتحدة والمنطقة المغاربية حول المقاولة بالإضافة إلى ندوات منتظمة بين الحكومات تحت إشراف شراكة شمال إفريقية من أجل الفرص الاقتصادية. وأشار إلى أن المعهد الافتراضي سيعمل على إنشاء علاقات بين القطاعين الخاصين بشمال إفريقيا والولاياتالمتحدة عن طريق مبادرات تجارية بهدف تشجيع تكوين إطارات المؤسسات الشمال إفريقية وتطوير المؤسسات الكبرى ودعم المؤسسات الصغيرة. كما يهدف المعهد الافتراضي إلى تشجيع إطارات المؤسسات وخلق برامج ونشاطات من أجل ترقية التسيير والمقاولة والتكوين في مجال الشغل لدى الشباب ودعم الإبداع واستخدام العلوم، بالإضافة إلى ضمان دورات تكوينية في مجال إدارة المؤسسات وتعزيز العلاقة بين مدارس التجارة بالولاياتالمتحدة وبلدان المنطقة وبين معاهد البحث في إطار المركز الجهوي للامتياز والمقاولة.