رفضت الوزارة الأولى مقترح تغيير ساعات العمل المعتمدة في ولايات الجنوب الجزائري خلال كل موسم صيف من نظام الدوامين إلى نظام الدوام الواحد، باعتبار أن ذلك يتنافى مع القانون المحدد للمدة القانونية للعمل ويخفض ساعات العمل من 40 إلى 35 ساعة عمل أسبوعيا. وأكد الوزير الأول السيد أحمد أويحيى في مراسلة وجهها إلى النائب بالمجلس الشعبي الوطني محمد الداوي حول التوقيت الصيفي المعتمد منذ سنة ,2008 أن تغيير نظام العمل الحالي إلى نظام الدوام الواحد سيحدث خللا في الحجم الساعي للعمل أسبوعيا المعتمد وطنيا. وأوضح أن اللجوء إلى اعتماد ساعات العمل بالدوام الواحد من الساعة السابعة صباحا إلى الساعة الثانية زوالا أي سبع ساعات يوميا، سيؤدي إلى تقليص حجم الساعات الفعلية خلال الأسبوع كما هو منصوص عليه في المرسوم التنفيذي رقم 09-244 المؤرخ في 22 جويلية 2009 المعدل للمرسوم التنفيذي رقم 97-59 إلى 35 ساعة، وهذا الحجم الساعي الأسبوعي للعمل يتعارض مع أحكام الأمر رقم 97-03 المؤرخ في 11 جانفي 1997 المحدد للمدة القانونية للعمل الذي ينص في المادة 2 منه على أن ''تحدد المدة القانونية الأسبوعية للعمل بأربعين ساعة في ظروف العمل العادية وتوزع هذه المدة على خمسة أيام عمل على الأقل''. وذكر أن العمل بنظام الدوام الواحد يستدعي إضافة يوم عمل آخر أي ستة أيام حتى يتم بلوغ 40 ساعة عمل في الأسبوع وهذا أمر يصعب تحقيقه. ومن جملة تبريرات الوزير الأول السيد أحمد أويحيى لصعوبة تغيير النظام الحالي هو أن اعتماد نظام الدوام الواحد يعني بالضرورة إرغام كل الموظفين بالعمل لمدة سبع ساعات يوميا دون انقطاع مما يؤدي إلى حرمان الموظفين من نصف ساعة مخصصة للاستراحة وهو ما يتعارض مع كافة النصوص القانونية المحددة لمدة العمل والتي تنص على ضرورة احترام القواعد الأساسية للوقاية من الأخطار المهنية مما يتطلب قطع مدة العمل اليومية لفترة قصيرة حفاظا على صحة العامل وسلامته. ورفع السيد محمد الداوي النائب عن ولاية ورقلة والمنتمي للجبهة الوطنية الجزائرية في سؤال كتابي إلى الوزير الأول شكاوى موظفين ومواطنين طالبوا بإجراء تعديلات على نظام العمل الحالي، باعتبار أن التحسينات التي تم إدخالها سنة 2008 لم تأت بالنتائج المرجوة. لكن الوزير الأول السيد أحمد أويحيى أكد في رده الكتابي المنشور في الجريدة الرسمية للمجلس الشعبي الوطني أن كافة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لفائدة العاملين في المناطق الجنوبية جاءت استجابة لرغبتهم وطلباتهم، خاصة تلك المعبر عنها من طرف المنتسبين للمؤسسات والإدارات العمومية التي تشرف على الصالح العام. وأوضح أن هذا النظام تم الشروع في تطبيقه منذ سنة 2008 في عشر ولايات هي أدرار، إليزي، تندوف، بشار، ورقلة، غرداية، الأغواط، بسكرة والوادي وذلك طيلة فترة الصيف من الفاتح جوان إلى غاية 30 سبتمبر من كل سنة. ونفى السيد أويحيى أن تكون الحكومة قد وضعت هذا النظام دون القيام بعمليات استشارة، وذكر بأن هذا التوقيت تم وضعه بالتشاور مع ولاة الولايات المعنية ''والذين لم يثيروا أي إشكال بشأنه منذ دخوله حيز التنفيذ''. وأبرز الوزير الأول الجانب المرن في النظام المعمول به، حيث تنص المادة الرابعة من المرسوم التنفيذي المنظم لساعات العمل بالجنوب على إمكانية تكييف القانون مع الوضعيات الصعبة التي قد تطرأ في بعض النشاطات الإدارية والإدارة المحلية وذلك من خلال إصدار قرار وزاري مشترك بين المدير العام للوظيفة العمومية والوزارة المعنية بالقطاع.