شكل كفاح الشباب الصحراوي ضد الاحتلال المغربي موضوع نقاش على طاولة مجلس الشيوخ الإيطالي بالعاصمة روما أول أمس نشطته منظمات وجمعيات إنسانية ايطالية متضامنة مع شعب الصحراء الغربية.ودعت إلى تنظيم هذا اللقاء الذي حضره كاتب الدولة الصحراوي للشباب والرياضة مولود محمد فاضل، المجموعة البرلمانية واللجنة الوطنية الإيطالية للصداقة مع الشعب الصحراوي. وخلال تدخله أكد المسؤول الصحراوي أن الهدف من هذا اللقاء هو تسجيل ''وقفة تذكر لبطولات الشباب ثلاثة أشهر بعد الإجهاض المخزي لثورة مخيم اكديم ازيك من طرف قوات جيش الاحتلال المغربي في جنح الظلام''. وأكد أن تلك الأحداث التي وقعت في هذا المخيم تدفع الجميع إلى إعادة التفكير مليا والاعتراف بقوة الشباب الصحراوي الذي تمكن من التحرر من الخوف وبرهن أن قوة الشباب ''يمكنها أن تهزم اليأس وان تصنع الأمل''. ودعا محمد فاضل مختلف المنظمات الشبانية الإيطالية إلى زيارة المخيمات الصحراوية للوقوف إلى جانب الشباب الصحراوي وهو يحيي الذكرى الخامسة والثلاثين لإعلان الجمهورية الصحراوية. وتطرق المشاركون إلى مختلف الانتهاكات التي يتعرض إليها أبناء الشعب الصحراوي في الأراضي المحتلة من اعتقالات تعسفية ومحاكمات صورية وتعذيب وقمع ومضايقات والتي تمارسها قوات الاحتلال المغربي دون أن تجد أي رادع لها. وهو ما جعل قادة المنظمات الشبابية الإيطالية الذين تداولوا على المنصة يؤكدون مواقفهم التضامنية مع القضية الصحراوية ونضالات الشباب الصحراوي من اجل الحرية والكرامة. وفي هذا السياق عبر جيوفاني كوربو مسؤول العلاقات الخارجية للمنتدى الوطني للشباب الإيطالي عن استغرابه لسلبية موقف البعثة الأممية في الصحراء الغربية ''المينورسو'' أمام الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية''. وأكد أن هذا الموقف السلبي ''سيكون محل مساءلة لهيئة الأممالمتحدة التي تربطها بمنظمته علاقات تشاور وتعاون''. من جانبه نوه براندو بنفاي مسؤول العلاقات الخارجية للشباب الديمقراطي بهذه المبادرة ''غير المسبوقة التي جمعت كافة أطياف الحركة الشبانية الإيطالية للتعبير عن وقوفها إلى جانب كفاح الشعب الصحراوي العادل''. وجدد انريكو سابونارو المسؤول في منظمة الشباب الليبرالي الإيطالي موقف الشبان الليبراليين ''الثابت'' من القضية الصحراوية ودعا إلى التوصل إلى طرق ''ملموسة وفعالة'' لمساندة الشعب الصحراوي منها ''العمل تجاه وزارة الخارجية الإيطالية لإبداء مواقف أكثر تقدم وفعالية من هذه القضية العادلة''. وقال ماتييا دي توماسكو رئيس منظمة شباب أوروبا انه ''تعرف على القضية الصحراوية بالصدفة'' من خلال أستاذه، معبرا عن دهشته ''لحجم النسيان الذي يلف هذه القضية ذات التاريخ الطويل من الكفاح والمقاومة''. واختتم لوسيانو ارديسي رئيس الجمعية الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي هذا الملتقى بالتأكيد على ''اهمية'' الدعوة لزيارة مخيمات اللاجئين الصحراويين وتوسيع هذه المبادرة لتشمل ساحات ودول ومنظمات شبانية أخرى. كما دعا المشاركين إلى''القيام بمزيد من العمل'' تجاه البرلمان الأوروبي'' سعيا لوقف النهب غير المشروع لثروات الصحراء الغربية من طرف الاحتلال المغربي وخاصة الاتفاقيات الأوروبية التي تجعل المياه الإقليمية الصحراوية محل استغلال غير مشروع''. وفي هذا السياق طالب عضو البرلمان الأوروبي الدنماركي اولي كريستينسن حكومة بلاده ب''اتخاذ موقف واضح بخصوص اتفاقيات الصيد البحري في المياه الإقليمية للصحراء الغربية التي أبرمت بين الاتحاد الأوربي والمغرب''. وقال عضو البرلمان الأوروبي في رسالة وجهها إلى وزيرة خارجية الدنمارك لين اسبيرسن ''أن عائدات هذه الاتفاقية لا تذهب لصالح شعب الصحراء الغربية''. ودعا ''برد واضح حول ما إذا كانت الدنمارك ستسمح بتجديد هذه الاتفاقية والتي يجني منها المغرب أرباحا كبيرة. واعتبر النائب الأوروبي أن ما تقوم به المملكة المغربية من استغلال للثروات الطبيعية الصحراوية تعد سرقة وذلك لتعارضها مع القانون الدولي، مشيرا إلى أن الدائرة القانونية للبرلمان الأوروبي كانت ''قد أكدت بقوة على ذلك في دراسة أجريت منذ نصف سنة''. وكانت منظمة ''افريكا كونتاكت'' الدنماركية نددت بمباركة وزارة الخارجية ودبلوماسيين دنماركيين مؤخرا نقل شركات من هذا البلد لكميات من الفوسفات من الصحراء الغربيةالمحتلة معتبرة ذلك ''يتناقض'' مع وعود سابقة للحكومة بعدم السماح بالاستيراد من الأقاليم الصحراوية المحتلة.