كشفت الدراسة التي قامت بها جمعية ''إيدز الجزائر'' في بعض الأوساط الجامعية، التي تمحورت حول مدى الوعي بأسباب انتقال داء فقدان المناعة المكتسبة وكيفية الوقاية منه بين الشباب الجامعي، عن وجود جهل حول هذا الداء لدى بعض الشباب، ودعا عثمان بوروبة رئيس جمعية ادز الجزائر الى الإسراع في وضع استراتيجية وطنية موحدة لتفعيل العمل التحسيسي وبعث فكرة التشخيص التلقائي للحد من هذا المرض، وحول هذه الدراسة التي شملت أربع جامعات حاورت لكم ''المساء '' عثمان بوروبة رئيس جمعية ايدز الجزائر من خلال هذه الدردشة. بداية سيدي هل لك أن تشرح لنا فحوى مشروعكم التحسيسي الوقائي؟ كما تعلمون نحن كجمعية تنشط منذ 1996 في مجال مكافحة داء فقدان المناعة المكتسبة من خلال التركيز على العمل التحسيسي والتكثيف من الأنشطة التوعوية، رغبنا هذه المرة في الخروج عن المألوف واستهداف الشباب مباشرة في الأوساط الجامعية التي تعتبر واحدة من أكثر الأماكن المعرضة لهذا الخطر، اذ قمنا من خلال فريق عمل مدرب أوكلت له مهمة التواصل المباشر مع هؤلاء الشباب وقياس درجة وعيهم بمخاطر داء فقدان المناعة وكيفية الوقاية منه، عن طريق توزيع مطويات ومنشورات زاد عددها عن عشرات الآلاف بين منشور ومطوية، الى جانب توزيع عدد معتبر من أجهزة الوقاية. هل تلقت جمعيتكم الدعم من جهات أخرى تنشط في نفس الإطار؟ في الواقع هذا المشروع الذي قمنا به في أربع جامعات على مستوى العاصمة وهي جامعة باب الزوار والجامعة المركزية ومعهد الصحافة والإعلام ومعهد السياحة والأسفار، كان بدعم من السفارة الفرنسية والسفارة الهولندية، الى جانب الدعم التقني لمنظمة الأممالمتحدة للسيدا. هل لقي مشروعكم الترحيب من طرف الشاب الجامعي؟ حقيقة تمكنا من استجواب أكثر من 1700 شاب حيث توصلنا الى توعيتهم بطرق انتقال هذا المرض التي لا تزال مجهولة عند البعض، اذ لا يزال مثلا بعض الطلبة يعتقدون ان الحشرات أو اللعاب وسيلة ناقلة لفيروس فقدان المناعة المكتسبة، وهذه للأسف الشديد معلومات خاطئة، عملنا على تصحيحها من خلال عملنا الميداني كما قمنا في ذات الوقت بتشجيع الشباب على القيام بتشخيصات تلقائية للتأكد من السلامة الجسدية خاصة فئة الشباب المتعودين على إقامة علاقات جنسية دون استعمال أجهزة الوقاية لأنه لا يمكننا ان نتصور مطلع 2011 ان يكون هنالك شباب حاملون لفيروس فقدان المناعة يجهلون ذلك. كم دامت مدة المشروع ومما يتكون فريق العمل الذي اعتمدتم عليه في عملكم الميداني؟ فريق العمل في الحقيقة مكون من شباب جامعي حتى تسهل عملية الاتصال بين الشباب، حيث أخضعناهم لتربص دام خمسة أيام اشرف عليهم مختصون قاموا بتكوين فريق العمل الشباني حتى يتمكن من الإجابة على كل أسئلة وانشغالات الشباب حول هذا الداء، وعلى العموم مدة المشروع لم تتجاوز 6 أشهر وهي مدة قصيرة لم نتمكن خلالها من استهداف عدد كبير من الشباب كما ان تجربتنا ظلت محصورة في العاصمة ونرغب في توسيعها إلى الجامعات الموجودة خارجها. ما الذي اتضح لكم كجمعية من خلال مشروعكم التحسيسي؟ تبين لنا ان هنالك درجة وعي وإدراك لبعض المفاهيم حول داء فقدان المناعة بينما طرق الانتقال ظلت مجهولة عند البعض، وبعضهم حمل معلومات خاطئة، فيما لاحظنا عزوف بعض الشباب عن استعمال أجهزة الوقاية رغم إدراكهم لأهميتها وحجتهم في ذلك العزوف عن شرائها او الخوف من التشخيص لاحتمال الإصابة، لذا قمنا من خلال عملنا الميداني بتوزيع أجهزة الوقاية إلا أننا لم نقم بتوزيع عدد كبير . ولكن ألا ترى ان توزيع أدوات الوقاية يشجع الشباب على الانحراف؟ مطلقا نحن كجمعية ندرك ان عملنا لا يخرج عن إطاره الشرعي والديني، ونعتبر الوازع الديني من أهم المبادئ التي نعمل من خلالها، والدليل على ذلك أننا من خلال مشروعنا كلفنا فوج العمل الميداني على العمل وفق ثلاث نقاط أساسية عند التواصل مع الشباب تنحصر في التأكيد على ضرورة العفة والطهارة وتجنب مثل هذه الممارسات كونها تدخل في الإطار المحرم، وثانيا ندعو الشاب الذي يرفض النصيحة الأولى الى ضرورة الاكتفاء بشريك واحد ونشجعه في ذات الوقت على التشخيص، وإذا لم يأت الإجراءان السالف ذكرهما بنتيجة نقنع الشاب باستعمال الواقي، فعلى الأقل نتمكن من حمايته. ومع هذا نؤكد لكم أننا بالوسط الجامعي لم نتمكن من توزيع سوى عدد قليل من أدوات الوقاية، بسبب جهل الشباب لأهمية هذا الإجراء كحماية تظهر أهميتها وقيمتها عندما يكتشف الشاب أنه مصاب بالداء. هل يمكنكم تقديم بعض الأرقام حول عدد المصابين بداء السيدا في الجزائر؟ في الواقع الأرقام لا تبشر بالخير وواقع المصابين بداء فقدان المناعة في ارتفاع مستمر وبالنسبة للإحصائيات استطيع القول ان الإحصائية الرسمية المعلن عنها من معهد باستور تؤكد وجود 6 آلاف بين مصاب وحامل للفيروس، وهو رقم تراكمي من سنة 1985 الى غاية 30 سبتمبر ,2010 ولكننا كجمعية نقول ان العدد اكبر بكثير من هذه الإحصائية، فبالرجوع الى تقديرات منظمة الصحة العالمية التي تشير الى وجود 1,0 بالمئة مصاب بداء فقدان المناعة بالجزائر، هذا يعني ان الجزائر تحوى بين 19 الى 25 ألف حالة بين مصاب وحامل للفيروس ونحن على علم فقط بوجود 6 آلاف حالة فقط. ما الذي يتمناه رئيس جمعية ايدز الجزائر في الأخير؟ نحن كجمعية ندق ناقوس الخطر في ظل غياب استراتيجية وطنية للتصدي لهذا المرض، لا سيما ان التشخيص لا يزال يشكل هاجسا عند اغلب الشباب، وندعو الى إعادة النظر في استراتيجية الكشف بالتنسيق مع وزارة الصحة من اجل وضع مخطط وطني يعنى بداء السيدا على المستوى الوطني، الى جانب البحث والعمل في ذات الوقت عل استغلال التكنولوجيا لتوعية الشباب بأهمية الكشف عن طريق الانترنت في ظل ضعف أدوات التواصل المعروفة كالإعلام والمطويات-.