تستعد جمعية ''إيدز الجزائر'' لتنظيم دورة تكوينية وهذا في إطار حملاتها التحسيسية التي تهدف إلى توعية المواطنين حول مخاطر الإصابة بالسيدا، حيث تم تخصيص مدينة وهران هذه المرة من أجل توسيع العملية بشكل أفضل والتقرب من عدد أكبر من الأشخاص عبر كامل التراب الوطني وهذا بمشاركة المربين الأقران الذين يقومون بوظيفة المرشدين قصد ترك صدى أكثر فاعلية خاصة في أوساط الفئات الشبابية، وهي العملية التي ستقوم باستهداف العنصر النسوي في إطار تنفيذ خطة الإستراتيجية الوطنية لمحاربة داء السيدا. تواصل جمعية ''إيدز الجزائر'' نشاطاتها التحسيسية، كعادتها، الرامية إلى توعية المواطنين بضرورة اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة من أجل تفادي السقوط في فخ مرض فقدان المناعة المكتسبة أو السيدا، وهذا في ظل الارتفاع المتزايد والمستمر الذي تشير إليه الإحصاءات من سنة إلى أخرى في المجتمع الجزائري، وبناء على تلك المعطيات المتوصل إليها وحتى يكون هناك تواصل مع مختلف الشرائح وتحسيسها بخطورة الإصابة والنتائج المترتبة عن الاستهتار واللامبالاة في العلاقات التي تقام فيما بينهم، فقد قررت الجمعية متابعة برنامجها الإعلامي عبر الولاياتالجزائرية، وهو ما كشفه لنا ''بوروبة عثمان'' المدير التنفيذي لجمعية ''إيدز الجزائر'' في اتصال مع ''الحوار''، حيث يتم العمل على مدار السنة في مجال التوعية والتحسيس وتقديم العديد من النصائح والإرشادات التي من شأنها كشف خبايا هذا المرض المزمن الذي ينخر أجساد الكثير من الضحايا عن طريق التعريف به وسبل الوقاية منه. وفي هذا الصدد صرح لنا ذات المتحدث أنه يتم التحضير حاليا لتنظيم دورة تكوينية في ولاية وهران لمدة ثلاثة أيام والمقرر أن تنطلق في 5 أكتوبر القادم وتستمر إلى غاية 7 منه حيث ستكون بمثابة فضاء لاستعراض الحقائق وإبراز الأرقام الخطيرة التي وصلت إليها في الجزائر، وهذا بهدف تنوير الرأي العام وخلق ثقافة الاحتياط لديهم وتجنب كل الطرق الممكنة التي تقوم بنقل عدوى الإصابة بفيروس السيدا أو الوباء في حد ذاته. كما ستعرف هذه العملية مشاركة المربين الأقران من 3 ولايات هي الجزائر، وهران وسيدي بلعباس الذين يمكنهم بسهولة التغلغل بين مختلف شرائح المجتمع، وهي طريقة تسمح للشباب باستقبال التوجيهات والنصائح من أشخاص في مثل سنهم حتى لا يشعروا بأنهم يتلقون الأوامر، وبالتالي درجة استعدادهم لتقبل تلك النصائح تكون بنسبة كبيرة. والمميز في هذه البرنامج التكويني، يضيف رئيس الجمعية دائما، أن الفئة المستهدفة في هذه المرة هي النساء حيث ستكون 20 امرأة تتراوح أعمارهن ما بين 20 و35 سنة قادمة من الولايات الثلاث المذكورة سابقا حاضرة في هذه العملية التحسيسية بعدما كان الأمر يقتصر على الفئات الأخرى من المجتمع لاسيما الشباب. وحسب ما أوضحه لنا عثمان بوروبة في سياق حديثه، فإن هذا المشروع جاء موجها خصيصا للنساء اللواتي يعتبرن كغيرهن من الأشخاص عرضة للإصابة بمرض السيدا، حيث يتم في إطار الشراكة ما بين هذه الجمعية أي ''إيدز الجزائر'' ومنظمة الأممالمتحدة للسكان والتي يتمثل شعارها في ضرورة تكوين المرأة في مجال السيدا والأمراض المتنقلة جنسيا. وتهدف هذه العمليات التحسيسية التي تنظمها الجمعية إلى السعي لإنجاح الخطة الإستراتيجية الوطنية الرامية إلى نشر الوعي تجاه هذا المرض الفتاك وجعل الناس في مستوى إدراك الخطر المحدق بهم إذا لم يكونوا أكثر يقظة وتفطنا في المستقبل. وفي سلسلة العمل الوقائي الذي تتبعه جمعية ''إيدز الجزائر'' أفاد نفس المتحدث أنه ستلي البرنامج التكويني حملة أخرى في الجنوب الجزائري وبالتحديد في ولاية تمنراست وهذا في بداية شهر نوفمبر المقبل، وهو ما يدخل في مشروع الاتحاد الأوروبي الخاص بتوعية السكان هناك بمخاطر الأمراض المتنقلة جنسيا وعلى رأسها داء فقدان المناعة المكتسبة أو السيدا الذي يقوم بتسريبه المهاجرون القادمون عبر الحدود. ولذلك ونظرا للظروف الصعبة التي يعيشها المقيمون بتلك الولاية وانعزالهم عن العالم الخارجي، فإن هذه الحملة يمكنها القيام بدور التحسيس اللازم. هذا إلى جانب العديد من النشاطات التي تسطرها الجمعية، يضيف لنا مديرها التنفيذي، في عدة مناسبات وطنية ودولية خاصة في اليوم العالمي لمكافحة الإيدز. كما تعكف الجمعية على تقديم النتائج التي تم التوصل إليها في الدراسة الميدانية التي قامت بها مؤخرا على عينة مكونة من 1500 طالب جامعي وهذا في منتصف شهر نوفمبر القادم.