كشفت آخر الإحصاءات للمخبر الوطني للبحث المرجعي حول السيدا بمعهد باستور الجزائر، عن تسجيل 9 حالات مرض جديدة في الفترة الممتدة بين الفاتح جويلية وال 30 سبتمبر من السنة الجارية، ليصل إجمالي عدد المرضى منذ تاريخ تسجيل أول حالة في 1985 إلى 873 شخص مصاب بالسيدا. يقدر عدد المصابين بمرض السيدا في الجزائر حسب آخر الإحصاءات لسنة 2008 ب 873 حالة تواصل في الارتفاع باستمرار بالرغم من حملات التحسيس والتوعية التي تنظمها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، والمجتمع المدني كجمعية إيدز الجزائر وأونوسيدا وجمعية حياة للمرضى المصابين، في أوساط الشباب والفئات الأكثر عرضة للإصابة دوريا وباستمرار خارج المناسبات الرسمية والعالمية لمكافحة داء العصر. 9 حالات جديدة في ظرف 3 أشهر أظهرت آخر الأرقام الصادرة عن معهد باستور الجزائر تحصلت ''الحوار'' على نسخة منها، أنه قد تم تسجيل 9 حالات مرض جديدة على مدى 3 أشهر فقط أي بمعدل 3 حالات جديدة كل شهر، من مجموع الأشخاص المتقدمين للفحص عن الإصابة الذي يتم في ظروف سرية، ناهيك عن الحالات غير المعلن عنها لبقائها مجهولة حيث يرفض أصحابها الخضوع للفحوصات إلى غاية تطور المرض لديهم، بينما أكدت نفس الوثيقة أن العدد الإجمالي للأشخاص الحاملين لفيروس فقدان المناعة المكتسبة على المستوى الوطني 3357 حالة. الأرقام التي تبقى غير عاكسة للعدد الإجمالي سواء لحاملي الفيروس أو المصابين، تعرف تزايدا يعكس جهل الأشخاص لطرق الوقاية من المرض، ما سبق لجمعية إيدز الجزائر والأخصائيين من معهد باستور والمعهد الوطني للصحة العمومية التشديد عليه في مناسبات مختلفة، خاصة بين شريحة معينة من المجتمع أطلق عليها الأخصائيون الفئة الأكثر عرضة للإصابة من الشباب والمدمنين على المخدرات سيما عن طريق الحقن، والعاملين في مجال الجنس. الحل في ''المدربين الأقران'' وبما أن الوقاية تبقى دوما خير من العلاج، وفي إطار حملاتها التحسيسية بالشراكة مع أونوسيدا والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، قامت جمعية إيدز الجزائر بابتكار طريقة سريعة لإيصال المعلومة بأسرع السبل إلى الفئات الأكثر عرضة للإصابة بتخصيص دورات تكوينية لما أطلقت عليه بالمدربين الأقران، والتي تتلخص في إقامة دورات تكوينية لمجموعات من الشباب المتطوعين حول الكيفيات المتعددة لانتشار المرض وبالتالي طرق الوقاية منه بأساليب مدروسة من جميع الجوانب الاجتماعية والثقافية بأخذ بعين الاعتبار خصوصيات المجتمع الجزائري الذي مازال يعتبر الحديث عن مرض العصر من الطابوهات. الهدف المتوخى من دور المدربين الأقران، كما أشار إليه السيد ''عثمان بوروبة'' رئيس الجمعية في لقاء سابق مع ''الحوار''، هو تذليل صعوبات مناقشة الموضوع مع الشباب باعتبار أنهم لا يتقبلون النصائح والتوجيهات بطريقة عمودية أي إذا ما تلقوها ممن هم أكبر سنا، بينما يتقبلونها ببساطة بالطريقة الأفقية إذا ما كانت من أقرانهم في السن، وفي هذا الإطار يتم تخصيص دورات تدريبية لمجموعات من 20 شابا في كل مجموعة يباشرون عملهم التطوعي مباشرة بعد انتهاء الدورات بتوزيع المنشورات والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية على مستوى المدارس والجامعات.