تعد جمعية الموحدية من أبرز الفرق الأندلسية العريقة في الساحة الفنية، تأسست سنة ,1973 شاركت في عدة محافل دولية وحصدت الكثير من الشهادات والجوائز التقديرية، كما تعرف بتلقينها الفن الأندلسي للشباب، ''المساء'' التقت بوعلام محمد شوقي عضو بالفرقة الموسيقية لجمعية الموحدية بتلمسان، ونقلت لكم هذا الحوار: ''المساء'' : كيف تقيم وضع التراث، خاصة أنك ابن مدينة ندرومة؟ شوقي : من الملاحظ أن التراث تراجع في كل نواحي الوطن، وما ندرومة إلا عينة، والسبب الأول يرجع الى غياب القصائد القديمة بسبب عدم تسجيلها، مما يعني أن رحيل الكبار أخذ الإرث الفني معه، لكن هذا لا ينفي وجود فئة تعد على الأصابع تهتم بجمع التراث. هل لك أن تذكر لنا بعض الأسماء؟ الاحتكاك المتواصل بالشيوخ الكبار أمثال الحاج الغفور وثلة من الفنانين المتمكنين، تولد إحساسا عميقا بوجود حماة للتراث. في رأيك هل يتربع فن الأندلسي على جميع مناطق الوطن، أم أنه يقتصر على مناطق معينة؟ الأندلسي يعرف نشاطا اكثر في المناطق التالية : العاصمة، سيدي بلعباس، البليدة، شرشال، مستغانم، تلمسان، معسكر، قسنطينة، وعند الخروج عن هذه الحدود لا يولى له أي اهتمام، لكن بانتشار ثلاث مدارس كبرى للفن الأندلسي : مدرسة الغرناطية السندسية والفخارجية والتي تهتم بتدريسه، فقد لقي هذا الفن نوعا من الانتشار والإقبال من طرف الفئات المثقفة، ورغم ان هذه المدارس أصبحت منتشرة بكامل التراب الوطني، إلا أنها للأسف لم تتدارك النقص، خاصة أن هذا الفن وصل ناقصا من بلد المنشا، الأندلس. وصل ناقصا من الأندلس.. ماذا تعني؟ أقصد أنه وصلنا بالسمع من خلال الإلقاء فقط، مما تسبب في تلف الكثير من الألفاظ وتغيير في العبارات، ولذا فالقصيدة المسموعة ناقصة، وهذا ما يستدعي البحث الجاد من طرف المدارس لضمان تعليم صحيح قائم على أسس تراثية صحيحة وكاملة. وماذا عن مشاريع الجمعية الحالية منها والمستقبلية؟ لقد تم تسجيل CD لايف في نوبة الزيدان، سجل في مهرجان بولاية تلمسان سنة 2009 وقرص آخر في نوبة رمل الماية، وتستعد الجمعية لتحضير »كوفري« صندوق يضم 8 نوبات سيكون جاهزا خلال السنة الجارية. يبدو أن أعمال الجمعية قليلة رغم شهرتها الواسعة؟ في الواقع الجمعية تسعى الى تحقيق الكم والكيف، فالأغنية الأندلسية التراثية لها خصوصياتها وتقنياتها، وكذا جمهورها الواسع الذي يتطلع باستمرار الى الجديد والأجود، وهذا ما يجعلنا نقول لنظهر بوجه مشرف يرقى الى المستوى المطلوب ويبرز الأغنية الأندلسية في أبهى حلة. خرجات الجمعيات كانت كثيرة في العديد من بقاع الأرض، كيف كانت الاستقبالات؟ سبق لأعضاء الفرقة زيارة الصين، كوريا، المغرب وإسبانيا، أما الطليعة الجديدة للفرقة فقد زارت فرنسا مرتين، وقد أبدى الجمهور الحاضر إعجابا كبيرا، حيث قالوا عنها أنها غنية جدا بالمقامات والنوبات والنوتات، وما زاده إعجابا هو الأداء الجماعي.