أبدى المدير العام للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي السيد حفيظ أوراق أمس، تفاؤله بشأن مستقبل البحث العلمي في الجامعات الجزائرية بناء على الإمكانيات المالية الهامة التي ترصدها الدولة، وبالنظر إلى النتائج المحققة في سلم الترتيب العالمي والإفريقي والعربي، مؤكدا على وجود جامعات قادرة على أن تكون في مصاف أحسن 500 جامعة في العالم. وأكد السيد أوراق أن نقص المنشآت والمرافق الخاصة بالبحث العلمي تحول دون تطور البحث العلمي في الجزائر، مبرزا أهمية تطوير المجالين في نسق واحد بما يكفل إعادة الاعتبار للعلم والمعرفة، حيث أن النظام السابق للتعليم العالي لم يستطع وضع علاقة متماسكة بينهما، ومنذ اعتماد نظام ''أل أم دي'' توطدت العلاقة بين المنشآت القاعدية للبحث العلمي والبحث العلمي في حد ذاته. وأكد السيد أوراق خلال ندوة صحفية نشطها بمقر المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي أن نظام ال أل أم دي'' استطاع أن يجمع بين الشق البيداغوجي والتعليم وشق البحث العلمي في نفس الوقت، مضيفا أن هذا النظام ساهم في تغيير صورة الجامعة الجزائرية على المستوى الدولي من خلال المراتب الجديدة التي قفزت إليها خلال سنتين، وضرب مثالا بجامعة منتوري بقسنطينة بتحقيقها الرتبة 3927 عالميا في ,2010 بفارق 4000 رتبة عن آخر ترتيب لها سنة ,2009 واحتلت الرتبة 19 على الصعيد الإفريقي. وقال المتحدث إنه بعد سنتين من تأسيس المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي التي من مهامها وضع آلية لإعادة الثقة للباحثين من أجل إعطاء مردود أكبر في البحث العلمي الذي عانى طويلا وفرت الدولة إمكانيات مالية هامة لإعادة الاعتبار للبحث العلمي لم تمنحها من قبل، مشددا على ضرورة استغلال هذه الامكانيات لتدارك النقائص. وبهذا الخصوص كشف المتحدث أن المديرية تعمل على تطوير وتكثيف عدد من المرافق المتعلقة بالبحث العلمي، حيث يوجد 920 مخبر بحث معتمد تستفيد من ميزانية عمل مقدرة بأكثر من 3 ملايين دينار وميزانية تجهيز مقدرة بحوالي 100 مليون دينار، مضيفا أنه منذ سنتين تم إنشاء 400 مخبر بحث جديد ويوجد 300 مخبر في طور الانجاز و100 مخبر قيد الدراسة. وبخصوص الباحثين، أشار السيد أوراق أن هناك نقص محسوس من حيث العدد وهما صنفان اساتذة باحثون، وعددهم 20000 باحث، وباحثون دائمون وعددهم 15000 باحث وهو عدد بعيد عن المعدل، ولابد من الوصول إلى ضعف العدد من أجل تحقيق الكفاية اللازمة للبحوث العلمية التي تحتاجها الجزائر. وتأسف السيد أوراق على تفضيل الأساتذة التوجه إلى التدريس في الجامعات لأنها تمنح عطلة 3 أشهر ومدة عمل أقصر (6 ساعات) في الاسبوع، عكس الباحث الذي يعمل 8 ساعات يوميا وله الحق في شهر عطلة فقط، لتبقى معظم المناصب التي تفتح كل سنة شاغرة، حيث تفتح سنويا 600 منصب بحث و1200 منصب للتقنيين والمهندسين. وفي هذا الصدد، أشاد المتحدث بجودة الباحثين الموجودين في الجزائر رغم قلتهم ونقص البنى التحتية (15 ألف باحث و25 مركز بحث)، حققوا نتائج جيدة على المستوى الدولي بالمقارنة مع العديد من الجامعات الأمريكية والأوروبية، وأكد على ضرورة مضاعفة عددهم من أجل تحقيق النتائج المرجوة، ويتوقع السيد أوراق بلوغ 60 ألف باحث مع حلول سنة .2020 وكشف المدير العام للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي عن عمل يجري حاليا مع مدير معهد باستور لتحويله إلى مركز بحث نظرا للكفاءات التي يتمتع بها ويرى أن مهمة المعهد أكبر من أن تقتصر على عمليات التلقيح، ويهدف الإجراء للنهوض بالبحث العلمي المرتبط بالبحوث الطبية الذي يعرف في الجزائر تأخرا ملفتا مضيفا أن هناك بروتوكول شراكة وتعاون علمي سوف يتم عقده مع جامعة أمريكية في مجال السرطان والدم.