يقول المثل العربي تمخض الجبل فولد فأرا ذلك ما ينطبق فعلا على ''الهيلولة'' الكبيرة التي أحدثتها تشكيلة سياسية لا تملك من الأتباع سوى بعض المريدين من الأقرباء والأصهار الذين لم يتعد عددهم المائتين والخمسين نفرا بمن فيهم زعيمها. والغريب في الأمر أن هذا الدكتور النفساني الذي اعترف يوما أنه أخطأ في تصوره للمجتمع الجزائري يعيد الخطأ نفسه ويخطئ مرة ثانية ومرات. لقد غضب حينما وصف إعلاميا في إحدى نشرات الثامنة بعد مسيرته الأولى الفاشلة بأنه طرف وليس حزبا دعا الى مسيرة غير قانونية من شأنها الاخلال بالنظام العام بالرغم من أن الحقيقة كانت واضحة للعيان.. وها هو ذا هذا الزعيم الديمقراطي الجاثم على رأس حزبه مدة عشريتين كاملتين المستعد لتوريث ابنه مثلما فعل أو حاول فعله آخرون والذي قال يوما بأنه أخطأ اختيار مجتمعه يضيّع البوصلة هاته المرة تماما ويصبح ''يُزَرْيِط'' بعدما ظهر في صورة كاريكاتورية معبرة مع من كان يعتبره عدوا لدودا للديمقراطية وسبب خراب الجزائر في تسعينيات القرن الماضي. هذا ''الزعيم'' الذي تفطن الآن لمزايا الديمقراطية بعد سبات يضاهي سبات أهل الكهف يحاول امتطاء الموجة، فكل التحالفات مسموحة حتى مع الشيطان من أجل الكرسي وما هاته الديمقراطية التي يتحدثون عنها سوى كلام جميل يقال للأصدقاء من وراء البحر ومن تبقى من الرومنسيين في هذا الزمن ممن لا زالوا يعيشون الأحلام أما هو فيعرف بالتأكيد من أين تؤكل الكتف وهذا هو المفيد.