أكد وزير الشؤون الدينة والأوقاف السيد أبو عبد الله غلام الله، أمس، بالجزائر العاصمة على ضرورة حرص الأئمة على ترسيخ المواطنة لدى السكان وتلقينهم حب الوطن كسبيل يغذي فيهم حسن الدفاع عن ثوابت الأمة. وأوضح السيد الوزير في كلمته الافتتاحية التي ألقاها في أشغال اللقاء التقييمي الخاص بالمدراء الولائيين للشؤون الدينية والأوقاف لحصيلة 2010 أن مسؤولية الإمام لا تنحصر فقط في إمامة الناس داخل المسجد وتعريفهم بكتاب الله وتعاليم الدين الحنيف، وإنما تتعدى ذلك إلى إقامة الدروس والخطب في مختلف المناسبات الاجتماعية والدينية الهادفة إلى تربية النشء وتوعيته وتحسيسه بواجب صون الوطن وعدم الإصغاء لدعاة الفتن الساعين إلى ضرب وحدة وانسجام الأمة. وقال في هذا الصدد ''يتعين على الإمام أن يؤدي مسؤوليته الاجتماعية داخل المجتمع على أكمل وجه بترشيد المواطنين والشباب إلى ما فيه الخير للعامة من خلال ترسيخ ثقافة المواطنة في عقول وقلوب الشباب على وجه الخصوص ''خدمة للوطن''. وأضاف غلام الله مؤكدا أن المسجد لطالما حافظ على تأدية هذه المهمة من خلال تربية وتكوين النشء وفق تعاليم الإسلام وهدي القرآن الكريم. معتبرا ذلك الحصن المتين الذي يحمي الأمة من الدسائس والمخططات الهدامة. ودعا بالمناسبة الأئمة إلى تكثيف خطابهم للشباب وفتح قنوات للحوار والنقاش معهم حول السبل الكفيلة بتقوية الروابط الاجتماعية بين الناس والحفاظ على مكتسبات الأمة.ولدى تطرقه إلى التدخل الغربي عبر بعض وسائل الإعلام على خلفية المظاهرات والاحتجاجات الشعبية التي اجتاحت مؤخرا بعض الدول العربية، انتقد وزير الشؤون الدينية والأوقاف تعاطي وسائل الإعلام مع هذه الاحتجاجات، واصفا إياه بالدور السلبي الذي غذى بشكل رهيب تعبئة الشعوب العربية للقيام بهذه المظاهرات. وأكد أن وسائل الإعلام هذه ممثلة في بعض القنوات الفضائية لا يحق لها بأي حال من الأحوال التدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول. كما انتقد غلام الله تصريحات بعض المسؤولين الفرنسيين حول الأوضاع الداخلية للجزائر، مؤكدا أنه لا يحق لفرنسا ولا لأية دولة أخرى التدخل في الشؤون الداخلية للوطن. وأضاف أن الدول الأجنبية وعلى رأسها فرنسا ليست مؤهلة لتقديم الدروس لنا حول حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، باعتبارها أولى الدول المنتهكة لهذه الحقوق إبان الاستعمار لا سيما من خلال مجازر 08 ماي .1945وللإشارة، تمت مناقشة أهمية ترقية مستوى التكوين وسبل تحسين تسيير أموال الزكاة والتسيير الإداري ومتابعة المشاريع، بالإضافة إلى النشاط المسجدي، كما تطرق المشاركون إلى ضرورة حماية الحقوق المهنية والاجتماعية للأئمة وضرورة دفعها بأثر رجعي ابتداء من سنة .2008 ومن جهته، تطرق مدير إدارة الوسائل بالوزارة السيد محمد أوكيدان إلى الإنجازات الخاصة بالقطاع، مشيرا إلى التحسن الكبير لقدرات المعاهد الوطنية ورفع مستوى منحة الطلبة. وللتذكير، تمت الإشارة إلى المشاريع التنموية المدرجة في المخطط الخماسي للقطاع كبناء حوالي 30 مسجدا جديدا و30 مدرسة قرآنية و5 معاهد جديدة.