بدا الصالون الدولي للمرأة ''حواء''2011 في طبعته السابعة فضاء مخصصا للحلاقة التجميل والإكسسوارات فحسب، حيث غلب عليه الطابع التجاري في غياب لمسات الإبداع النسوي كما أجمع عليه العديد من الزوار الذين توافدوا على الصالون. إقبال ملحوظ شهده صالون ''حواء'' 2011 يوم زيارة ''المساء'' له..وشكلت العطور ومختلف مواد التجميل، الاكسسوارات ومستلزمات الحلاقة والتزيين حصة الأسد من معروضات الصالون الذي ضرب موعدا للنساء من 4 إلى 8 مارس الجاري بقصر المعارض. ففي اليوم الثاني من الافتتاح والذي تزامن مع عطلة نهاية الأسبوع كان معظم الزوار من العنصر النسوي.. وتبعا للمعاينة الميدانية فقد استجاب الصالون لرغبة الباحثات عن مستجدات مواد التجميل وقصات الشعر الجديدة، فبعض الزائرات لم يسبق لهن وأن زرن الصالون، فكان هذا الأخير بمثابة اكتشاف بالنسبة لهن وفرصة للقيام بجولات شرائية في نهاية الأسبوع للخروج من دائرة الروتين. وفي المقابل خابت آمال الكثير من الزائرات ممن اعتدن على زيارة هذا الصالون الذي بات تنظيمه سنويا منذ سبع سنوات كونه لم يأت بالجديد المرتقب ولم يكن في مستوى تطلعاتهن..وبين هذا وذاك كان القاسم المشترك في الآراء هو التهاب أسعار المعروضات. سيدة برفقة شابتين،أكدن ل ''المساء'' أنهن زرن المعرض لأول مرة مبرزات أن مواد التجميل ونماذج قصات الشعر المعروضة هي أكثر ما استقطبهن.. ثم أضفن:''كل شيء جميل، وكل شيء غال أيضا''. سيدة أخرى أشارت إلى أنها معتادة على زيارة صالون ''حواء'' حيث اكتشفت هذه المرة وجود مواد تنظيف أكثر فعالية، وهو أمر جديد مفرح لاسيما بالنسبة للمرأة العاملة. بحسبها. لكن الأمر يختلف بالنسبة للطالبة ''تنهينان ميدوني''التي ترى أنه لا جديد يذكر في هذه الطبعة والأسعار جد مرتفعة. وأوضحت ل ''المساء'': ''لقد سمعت عن الصالون في آخر لحظة في غياب الإشهار، وبصراحة بدت لي الطبعة السابعة مجرد صورة مصغرة عن طبعات السنوات الفارطة، حيث كان حجم المعروضات أكبر بكثير''. وتستكمل ''تنهينان'' حديثها:''لعل أهم ما يستحق الثناء في هذا الصالون هو وجود منتجات محلية منها مواد التجميل بالدرجة الأولى وهو أمر نتمنى دوامه في صالوناتنا لضمان التجديد في المنتجات ودعم الاقتصاد الوطني على صعيد آخر..'' نفس الانطباع تقريبا جاء على لسان سيدة متقدمة في السن:''في سنوات خلت كان صالون ''حواء'' أفضل مما هو عليه الآن.. فحجم المعروضات تقلص بصفة جد ملحوظة،إذ يمكن للزائر أن يطلع على مختلف أجنحة الصالون من خلال جولة جد قصيرة''. أما الآنسة ''مونيا'' (موظفة) التي سبق لها وأن زارت الصالون الدولي للمرأة في طبعته السادسة، فتجد أيضا بأنه صورة مستنسخة عن العام المنصرم.. صرحت ل'' المساء'':'' إنه فضاء تجاري محض..كل المعروضات عبارة عن منتجات عصرية.'' وتساءلت محدثتنا قائلة:''أين هو الجانب الإبداعي للمرأة في هذا الصالون، وما علاقة هذا الأخير بالثامن مارس في غياب ما يظهر قدرات المرأة؟ والظاهر عموما هو أن صالون''حواء'' لم يكن عند مستوى تطلعات العديد من الزائرات..وفي هذا الصدد علقت معلمة ومهندسة معمارية جالتا سويا في الفضاء النسوي بأن عدة خدمات كانت تقدم للزائرات اختفت هذه السنة على غرار انجاز بعض المختصين في عالم الحلاقة لتسريحات شعر على مرأى الزائرات،واللواتي يتسنى لهن من خلال ذلك التأكد من مدى الكفاءة على انجاز القصات التي تم عرض صور لها. شابة أخرى ذكرت:'' إنها طبعة الماكياج ومواد التجميل في نظري:'' صراحة لم يعجبني الصالون لقد طغت عليه المنتجات العصرية،فيما غابت المنتجات ذات الطابع التقليدي''. ظاهرة دخيلة خدشت الحياء وعلى صعيد آخر استنكر عدد من النساء بشدة ظاهرة تعليق صور وتقديم عروض تلفزيونية لنساء بملابس داخلية، كما عبرن عن الحرج الكبير الذي سببته لهن هذه الظاهرة التي اجتاحت الصالون الدولي للمرأة لتخدش الحياء. طالبتان جامعيتان تدرسان تخصص التجارة أشارتا إلى أن الأمر أثار استغرابهما، حيث لم تتوقعا أن تصادفا هذه الظاهرة الدخيلة عن المجتمع الجزائري، مؤكدتان أنه ليس من اللائق أن يقتحم هذا الأسلوب في العرض المنافي لمبدأ الاحتشام صالوناتنا. وفي نفس الإطار قالت مواطنة أخرى:''أرفض بشدة تلك العروض الإباحية التي تتنافى وأخلاق المجتمع الجزائري المحافظ''.